kawalisrif@hotmail.com

ترامب يطالب بمرور السفن الأميركية عبر قناتي السويس وبنما مجانًا

ترامب يطالب بمرور السفن الأميركية عبر قناتي السويس وبنما مجانًا

أثار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجدل مجددًا بتعليقاته الأخيرة حول قناتي السويس وبنما، حيث شدد على ضرورة السماح للسفن الأميركية، سواء العسكرية أو التجارية، بالمرور عبر هاتين القناتين دون فرض أي رسوم. وكتب ترامب عبر منصته الاجتماعية “تروث سوشيال” قائلاً: “يجب السماح للسفن الأميركية بالمرور بحرية عبر قناتي بنما والسويس من دون رسوم”. وأضاف بأن القناتين ما كانتا لتوجدا لولا الولايات المتحدة الأميركية، مشيرًا إلى أنه قد طلب من وزير الخارجية ماركو روبيو اتخاذ الإجراءات اللازمة بشأن هذا الأمر.

وفي الوقت الذي طالبت فيه الولايات المتحدة بالسماح للسفن الأميركية بالمرور المجاني عبر قناة السويس، يبرز الفرق التاريخي والجغرافي بين القناتين. قناة بنما، التي تم إتمام بنائها في بداية القرن العشرين، تمثل نقطة وصل حيوية بين المحيطين الأطلسي والهادئ، حيث تمر عبرها نحو 40% من حركة الحاويات الأميركية سنويًا. وبالرغم من أن الولايات المتحدة كانت قد سيطرت على القناة، فقد تم تسليم السيطرة عليها إلى بنما في عام 1999.

أما قناة السويس، التي تُعتبر أهم ممر مائي في العالم، فهي الرابط الأقصر بين أوروبا وآسيا، حيث تمر عبرها 12% من التجارة العالمية و22% من تجارة الحاويات. هذه القناة تُعد من أبرز مصادر الإيرادات الأجنبية لمصر، حيث حققت إيرادات تقدر بـ 9.4 مليار دولار في عام 2022 – 2023، على الرغم من تراجع الإيرادات بنسبة 61% في عام 2024 بسبب الهجمات الحوثية في البحر الأحمر.

تعود فكرة إنشاء قناة السويس إلى عام 1798 مع قدوم الحملة الفرنسية على مصر، حيث كان نابليون بونابرت أول من طرح الفكرة، إلا أن المشروع لم يكتمل حينها. وفي عام 1854، نجح السياسي الفرنسي فرديناند دي ليسبس في إقناع الخديوي محمد سعيد باشا بالموافقة على المشروع، ليتم حفر القناة التي استغرق بناؤها عشر سنوات بين عامي 1859 و1869. وقد شارك في بناء القناة ما يقرب من مليون عامل مصري، حيث توفي أكثر من 120 ألفًا منهم بسبب ظروف العمل القاسية.

افتتحت قناة السويس في عام 1869 في احتفال عالمي ضخم، وفي عام 1956 قام الرئيس جمال عبد الناصر بتأميم القناة، مما أدى إلى اندلاع العدوان الثلاثي من قبل بريطانيا وفرنسا وإسرائيل ضد مصر.

مطالب ترامب الأخيرة تثير تساؤلات حول تأثير هذه التصريحات على حركة التجارة العالمية، وخاصة فيما يتعلق بتجارة الحاويات، إذ أن الصين تُعد شريكًا تجاريًا رئيسيًا لكل من الولايات المتحدة وأوروبا، مما يجعل أي تغييرات في رسوم المرور عبر قناة السويس أمرًا ذا تأثير كبير.

27/04/2025

Related Posts