في مشهد يهز الضمائر ويبعثر الأحلام، يقف المركز المتعدد التخصصات بتمسمان – جماعة كرونة ، كصرخة مدوية في وجه الفساد والإهمال.
هنا، بين جدران مهجورة وغبار متراكم، ترتسم ملامح جريمة تنموية مكتملة الأركان، كان بطلاها : مصطفى بنشعيب، الرئيس الحالي للمجلس الإقليمي، وعبد المنعم الفتاحي، الرئيس السابق للمجلس الإقليمي-الرئيس الحالي لجماعة كرونة .
مشروع ضخم، حملته الساكنة على أكتاف أحلامها، ورُصد له غلاف مالي ضخم تجاوز 500 مليون سنتيم … ثم سقط، مخنوقًا منذ أول لحظة، بسبب صراعات عبثية وتعنت لا مبرر له.
تحول المركز إلى أطلال موحشة… مرتع للمتشردين، ملجأ للمنحرفين، وساحة للكريساج والمخدرات ، كل ذلك وسط صمت مدوٍ، وعجز مهين من مسؤولين فقدوا الإحساس بالمسؤولية .
منذ إزاحة الفتاحي من المجلس الإقليميوالذي برمج المشروع ، لم يناقش المجلس الإقليمي الحالي هذا المشروع يوماً … لم يحاسب أحد… لم يتحرك ساكنا .
مجلس إقليمي للدريوش الذي يديره حاليا أحد الأميين في السياسة والتواصل ، يبدو كأنه فقد عقله، وأعضاؤه تحولوا إلى تماثيل من حجر، يكتفون بالمشاهدة، فيما أبناء تمسمان يبتلعهم الضياع كل يوم.
اليوم، بصوت واحد، يصرخ آباء وأمهات تمسمان : “أغلقوا هذا المركز أو أكملوا بناءه فوراً” ! فأبناؤهم لم يعودوا يتحملون دفع ثمن عبثكم وإجرامكم.
ويبقى السؤال المزلزل قائما :
أين ذهبت 500 مليون سنتيم ؟
لماذا توقفت الأشغال؟
ومن يحاسب من خان الأمانة؟
إن ما يحدث اليوم لم يعد مجرد تقصير … بل هو استهتار صارخ بالمال العام وحقوق المواطنين، جريمة مكتملة الأركان تُرتكب على مرأى ومسمع الجميع .
وبصوت الأمل الأخير، تطالب ساكنة تمسمان بتدخل حاسم من عامل إقليم الدريوش: زيارة عاجلة، تحقيق نزيه، ومحاسبة صارمة لكل من شارك في وأد حلم شباب هذه المنطقة العطشى للتنمية والكرامة.