لا يمر يوم في الجزائر إلا ويحاول الرئيس عبد المجيد تبون إبهارنا بتصريح جديد يغازل الخيال أكثر مما يلامس الواقع. فبعد أن طمأننا بكل ثقة أنه لا وجود لبيوت قصديرية في الجزائر، جاء الرد سريعًا… من الأرض نفسها!
انهيار مأساوي لجبل من التربة على بيوت قصديرية في وهران، لتكشف الكارثة – وللأسف لا المؤتمر الصحفي – عن الحقيقة التي حاول تبون تغطيتها بعبارات منمقة وابتسامات دبلوماسية.
لكن لا شماتة في المآسي، ولا فرح في الحزن، فالكارثة إنسانية أولًا وأخيرًا. فقط، من حق الشعوب أن تتساءل: ألم يكن من الأجدر إنفاق الوقت في معالجة الواقع بدل الانشغال بإلقاء الخطب عن “الجيران”؟
المؤسف ليس فقط في الإنكار، بل في محاولة تصدير الأزمة نحو الآخرين، وكأن بناء سردية خارجية سيغطي شقوق الداخل. لكن يبدو أن الواقع قرر أن يتكفل بالرد، وبطريقته القاسية.
رحم الله الضحايا، وشفى الجرحى، ولعل في الحادثة رسالة – لمن أراد أن يقرأ – أن السياسة لا تُمارس بتجاهل الحقيقة، وأن القصدير لا يختفي بالتكذيب، بل بالحلول.