بين أزقة بروكسيل المظلمة، يختبئ واقع صادم: أطفال، كثير منهم قدموا من أحياء المغرب الفقيرة، صاروا وقودًا لشبكات تهريب المخدرات التي تتصارع على النفوذ في قلب العاصمة البلجيكية.
في تحقيقات صحفية حديثة، برزت صورة قاتمة لعصابات لم تعد تكتفي بالبالغين، بل وجدت في القاصرين والمهاجرين غير النظاميين فرصتها الذهبية. عبر تطبيقات مثل تيليغرام وسيغنال وواتساب، تُوجه إليهم وعود بالمال والحماية، لينتهي بهم الأمر في عالم يفرض عليهم توزيع المخدرات مقابل فتات.
إريك غاربار، مسؤول بمركز مكافحة الاتجار بالبشر في الشرطة الفيدرالية، تحدث عن ظاهرة متنامية تستهدف أضعف الفئات: أطفال بلا مأوى ولا سند، وقعوا فريسة سهلة لشبكات إجرامية تستغل هشاشتهم وظروفهم الصعبة.
في إحدى الشهادات المؤلمة، يروي “مهدي” — طفل مغربي وصل إلى بروكسيل بعمر لا يتجاوز 12 عامًا — كيف بدأت رحلته مع الخوف. أجبر على حمل الكوكايين وبيعه في شوارع قاسية، ولم يتردد مشغلوه في ضربه وتخديره بالأدوية حين حاول الهروب.
التحقيقات كشفت أن بعض الأطفال المجندين لم تتجاوز أعمارهم ثماني سنوات، في ظل غياب شبه تام لأي حماية قانونية فعالة. مسؤولون اجتماعيون أشاروا إلى أن قلة مراكز الإيواء وضعف برامج الرعاية يعمّقان هذه المأساة.
أوليفييه مالينوس، قاضي الأحداث ببروكسيل، دق ناقوس الخطر، محذرًا من أن بطء استجابة مؤسسات حماية الطفولة يزيد من تفاقم الأزمة، فيما تنتظر مئات الملفات تدخلًا عاجلًا لإنقاذ هؤلاء الصغار من مستقبل مظلم.
28/04/2025