في زمن يفترض فيه أن يكون القرب من المواطن أساس العمل الجماعي، ابتُليت بني بوفراح برئيس جماعة لا يظهر إلا في صور دورات المجلس، بينما يختفي طيلة باقي السنة كأن الأرض ابتلعته. رئيس غائب جسديًا، باهت سياسيًا، وعديم الأثر في واقع يُفترض أن يكون فيه قائدًا لا متفرجًا.
والمفارقة الصادمة؟ أنه لا يتوانى عن الجلوس في مقاهي طنجة الفاخرة، متباهيًا أمام أصدقائه بما يسميه “إنجازات”، وهي في حقيقتها مشاريع فرضتها السلطة الإقليمية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. فأي وقاحة هذه؟!
بدل أن يتحمل مسؤوليته ويعترف بفشله الذريع، يلجأ هذا الرئيس إلى أسطوانة مشروخة عن “التكامل الوظيفي” و”تشابك الأدوار”، متهربًا من المساءلة، كأن الجماعة مجرد مكتب بريد وليس مؤسسة منتخبة لها صلاحيات دستورية. خطاب مهترئ لا يغطي على الحقيقة المرة: رئيس بلا مشروع، مجلس بلا هوية، وواقع تنموي متهالك لا يُرمم إلا بتدخلات فوقية.
يتغنى بمشاريع كتحلية مياه البحر وطريق دوار قوبع، بينما الحقيقة أن المجلس لم يكن يعلم بها أصلاً حتى وصلت الجرافات. فهل يُعقل أن من فشل في افتتاح سوق أسبوعي يُنسب إليه مشروع تحلية مياه البحر؟!
كفى عبثًا. بني بوفراح ليست ملعبًا للتجريب، ولا ساحة لتصفية الحسابات أو ممارسة الفشل. الساكنة سئمت الشعارات الجوفاء، وآن لها أن ترى أفعالاً لا أقوالاً. فليُدرك الرئيس أن كرامة المواطنين لا تُشترى بالمقاهي، وأن من لا يقدر على حمل الأمانة، فليتنحّ فورًا.
نطالب بفتح تحقيق نزيه ومستقل حول تدبير هذه الجماعة، ومحاسبة كل من خان الثقة التي منحتها له الساكنة. لقد بلغ السيل الزبى، وبني بوفراح تستحق الأفضل… وأكثر.
29/04/2025