kawalisrif@hotmail.com

“مستشفى أم مقبرة” … معاناة لا تنتهي في المركز الاستشفائي محمد السادس بالحسيمة

“مستشفى أم مقبرة” … معاناة لا تنتهي في المركز الاستشفائي محمد السادس بالحسيمة

 

الحسيمة – كواليس الريف :

من قلب المعاناة، يخرج صراخ مكتوم وآهات تُروى بمرارة من داخل مركز استشفائي من المفترض أن يكون ملاذ المرضى ومصدر شفائهم، لكنه تحول إلى كابوسٍ يتكرر يومًا بعد يوم.

لا تزال حالات الإهمال الطبي مستمرة في المركز الاستشفائي الإقليمي آيت يوسف وعلي بالحسيمة، بينما تتزايد أعداد الضحايا في صمتٍ مخيف، يُرافقه وجعُ أسرٍ ودّعت أحبابها دون أن تحظى بحق المعالجة الكريمة.

مواطن يروي لـكواليس الريف لحظات عصيبة عاشها الأسبوع المنصرم، رفقة زوجته المريضة التي كانت تعاني من نزيف حاد ونقص خطير في الدم. ورغم خطورة حالتها، فوجئ بعدم توفر أبسط الوسائل الطبية، منها أنبوب لنقل الدم لا يتجاوز سعره 15 درهمًا، طُلب منه شراؤه من الخارج في ساعة متأخرة من الليل!

“هل يُعقل أن مركزًا استشفائيًا لا يتوفر على أنبوب لنقل الدم؟!” يتساءل الرجل بحرقة، مشيرًا إلى المعاملة غير الأخلاقية والاستفزازات التي تلقاها من بعض الأطر الصحية، والتي لم تُظهر أي تعاطف مع الوضع الصحي الخطير لزوجته.

المأساة لم تنتهِ عند هذا الحد، فبعد يوم واحد فقط من مغادرة الزوجة، أُدخل والدها إلى نفس المركز إثر جلطة دماغية أفقدته النطق وأصابته بشلل نصفي. بقي الرجل 36 ساعة على هذه الحال دون علاج فعلي أو دواء، وسط رفض إدارة المستشفى نقله إلى مصحة خاصة، ليتوفى بعد إدخاله قسم الإنعاش بساعات قليلة، في ظروف يلفها الغموض والصمت.

“هذا ليس مستشفى، بل بناية إسمنتية باردة، خالية من الرحمة، لا دواء، لا أطباء متخصصون، لا كرامة للمرضى”، هكذا يصفه أحد أفراد العائلة، متهمًا طاقمًا شابًا من الممرضين والممرضات بانشغالهم بالضحك والدردشة أكثر من اهتمامهم بأرواح الناس.

النداء موجه إلى الجهات الوصية: إلى متى ستستمر هذه الفوضى؟ أين الحق في العلاج؟ أين كرامة المواطن المريض؟ وما مصير من لا يملك المال ولا العلاقات لينقذ نفسه أو من يحب؟

في ظل غياب المحاسبة، يتحول مركز ٱيت يوسف وعلي من مرفق علاجي إلى مساحة للانتظار… انتظار الموت.

 

29/04/2025

Related Posts