في قلب مدينة فاس، المدينة العلمية العريقة، يرقد قبر غامض صنع الحدث لسنوات طويلة… قبر لم يجرؤ أحد من المسؤولين، مهما تعاقبت الوجوه وتبدلت الأسماء، على الاقتراب منه أو حتى مسّ تربته! هناك، في زاوية شبه منسية، يتربّع هذا القبر الذي دُفن سره معه، وكأن لعنته تمنع كشف المستور.
حكايته تُروى كما تُروى الأساطير في ألف ليلة وليلة، جيل بعد جيل، يتناقلها الكبار للصغار. قصص وتفسيرات، خرافات وأقوال، لكن لا أحد يملك الحقيقة… ولا آلة، ولا بشر، استطاعوا أن يكتشفوا من يرقد داخله أو ما السر الذي يحرسه!
حتى في آخر الأشغال التي قامت بها جماعة فاس بالمكان المعلوم لإنشاء موقف للسيارات، لم تجرؤ الجرافات ولا الآلات على الاقتراب. بل تم تزفيت المكان بحذر، تُرك القبر كما هو، شامخًا، صامتًا، يلفّه الغموض. وكأن المدينة كلها اتفقت أن لا تمسّه… أن تتركه يرقد في سلام.
من يكون هذا المدفون يا ترى؟ وليّ من أولياء الله؟ أم شخصية طواها التاريخ وابتلعها النسيان؟ الجواب… يبقى في علم الغيب.
30/04/2025