kawalisrif@hotmail.com

صراع تماسيح المجلس الإقليمي … تمسمان بين مطرقة بنشعيب وسندان الفتاحي : مشاريع بمئات الملايين تتحول إلى خرابات للمنحرفين والشذوذ

صراع تماسيح المجلس الإقليمي … تمسمان بين مطرقة بنشعيب وسندان الفتاحي : مشاريع بمئات الملايين تتحول إلى خرابات للمنحرفين والشذوذ

يبدو أن المصطفى بنشعيب، الرئيس الحالي للمجلس الإقليمي للدريوش، قد اقتنع بأن رئاسة المجلس “حق شرعي موروث” ، لا يحق لأحد مساءلته عنه، ولا حتى أولئك الذين تتكسر أحلامهم على أطلال مشاريع معطلة … أما الرئيس السابق، عبد المنعم الفتاحي، فكان أكثر “ذكاءً”، إذ استغل رئاسته لتعبيد الطريق نحو ولاية انتخابية جديدة، حتى لو كلفه الأمر ترك نصف المشاريع عالقة في الهواء كما هو الحال في العديد من الجماعات الترابية .

مشروع ضخم، أطلق في عهد الفتاحي ضمن خطة طموحة لبناء عشرة مراكز ثقافية بغلاف مالي تجاوز 5 مليارات سنتيم تم إقتراضه … كان الحلم جميلاً، إلى أن جاء بنشعيب سنة 2021، وبمقص الحسابات السياسية، قطع شرايين بعض فروع هذا المشروع التنموي ، لا لشيء إلا لأنه يحمل توقيع “خصمه السياسي” .

المركز الذي كلف أكثر من 350 مليون سنتيم بجماعة كرونة التي يرأسها حاليا البرلماني الفتاحي ، كان من المفترض أن يتحول إلى فضاء للثقافة والفن وصقل مواهب الشباب … أما اليوم ؟ هو مجرد خرابة تحرسها الأشباح ، بعد أن عطلها الرئيس الحالي للمجلس الإقليمي بنشعيب … وتستقبل كل مساء حفلات الكحول، وتعليمات الإجرام، ودروس الانحراف المفتوح والجنس أمام القاصرين … أما المسؤولون، فهم إما في عطلة دائمة أو يتقنون فن التفرج بصمت القبور.

المبرر الرسمي لتوقيف المشروع جاء من عامل الإقليم السابق محمد الروشدي ، الذي استند إلى “تداعيات جائحة كوفيد” و”غياب الصبغة الاستعجالية”… لكنه نسي أو تناسى أن ما هو غير مستعجل للسلطة، كان بمثابة “الأمل الوحيد” لساكنة منطقة تعيش على الهامش منذ عقود.

الأمر نفسه تكرر مع مشروع المركب التجاري لجماعة بودينار، الذي خصصت له 800 مليون سنتيم، من قبل المجلس الإقليمي السابق في عهد الفتاحي ، قبل أن يلتحق هو الآخر بمقبرة المشاريع السياسية المعدومة، بسبب “حسابات صغيرة في عقول كبيرة بالمناصب فقط”.

منذ انتخاب بنشعيب، لم يناقش أحد مصير مشاريع الخمسة ملايير ونيف ، رغم أن تسعة من عشرة منها أكمل بناتها في عهد بنشعيب ، وفقط المركز الثقافي بجماعة كرونا الذي تم إستثناؤه … لم تُفتح تحقيقات، لم تُرفع تقارير، ولم يُسأل أحد عن مصير الملايين التي تلاشت في الهواء. المجلس يبدو اليوم كمسرح للدمى، أعضاؤه يتبادلون الابتسامات ويوقعون المحاضر، بينما أبناء تمسمان وبودينار يبتلعون ضياعهم في صمت دامٍ.

أمام هذا العبث، صرخت ساكنة تمسمان بصوت جماعي: “أغلقوا هذه الخرابة أو أكملوا بناءها فوراً” ، لأن كلفة الإهمال لم تعد فقط مالية، بل إنسانية وأخلاقية واجتماعية. فمن المسؤول؟ وأين الـ370 مليون المرصودة ؟ وهل ستظل هذه المشاريع رهائن لحرب باردة بين بنشعيب والفتاحي؟

الكرة الآن في ملعب عامل الإقليم، الذي لم يعد له ترف التأجيل أو التبرير … فالناس في تمسمان لا تطالب بالمستحيل، فقط أن تُنجز المشاريع كما وُعدوا، وأن يُحاسب من باع أحلامهم بثمن المناصب.

30/04/2025

Related Posts