يبدو أن النظام الجزائري وجد أخيرًا ما يملأ به جدوله السياسي: استقبال “الرئيس الصحراوي” في قصر المرادية، وكأنها لحظة تاريخية تثير حسد المغاربة وغيرة العالم. يا للعجب!
في الجزائر، يعتقد بعضهم – ومنهم من يملك مقعدًا في الحكم – أن صور تبون وهو يصافح إبراهيم غالي ستثير العواصف في الرباط وتربك أجندة الدبلوماسية المغربية. لكن الحقيقة، يا سادة، أننا لا نملك سوى أن نضحك. لأن المشهد لا يثير الغضب، بل يثير السخرية… سخرية من نظام حاول أن يصنع دولة جنوب المغرب، فإذا به يضعها في حضنه، في قلب ترابه، داخل تندوف.
نعم، البوليساريو ليست “حركة تحرر” ولا “دولة قيد التشكل”، إنها كيان مستقل داخل الجزائر نفسها، بعاصمة تُدعى تندوف، وسفاراتها في عنابة وقنصلياتها في وهران، ولا يمكن للجزائري دخولها إلا بتصريح خاص من “القيادة العليا” هناك. أليست هذه الدولة التي كانوا يحلمون بها؟ ها قد حصلوا عليها… ولكنها في المكان الخطأ تمامًا.
أما استقبال تبون لإبراهيم غالي، فهو يؤكد للعالم – من حيث لا يدري – مدى العزلة التي يعيشها النظام الجزائري، الذي لم يعد يجد من يلتقيه سوى “الرئيس بالتقسيط” لإقليم تندوف.
وفي تعليقات المغردين، كانت النكتة أبلغ من البيان: كتب كريم عطيف: “الرئيس تبون يستقبل عامل عمالة تندوف، إبراهيم الرخيص، شأن داخلي كرغولي”.
وأضاف محمد بنابراهيم ساخرًا: “تم توقيع اتفاقية تبادل التجارب بين البلدين، وتأسيس غرفة تجارة وصناعة بوليكرغولية مشتركة”.
01/05/2025