في جريمة رقمية تهزّ الأوساط التربوية والأسرية، ألقت السلطات في ولاية فلوريدا الأمريكية القبض على مراهق يُدعى كريستيان سكريبن، يبلغ من العمر 17 عامًا، بعد اتهامه باستدراج أطفال عبر لعبة Roblox الإلكترونية الشهيرة، ومحاولة إقناعهم بممارسة الجنس داخل العالم الافتراضي.
ووفقًا لتقرير صادر عن شرطة مقاطعة ماريون، فإن المشتبه به استغل الطبيعة التفاعلية للعبة التي يرتادها ملايين الأطفال حول العالم، لبناء علاقات مشبوهة مع ضحاياه الذين لا تتجاوز أعمارهم ثماني سنوات، ثم وجّههم تدريجيًا نحو محادثات جنسية.
وبعد كسب ثقتهم داخل اللعبة، قام بنقل المحادثات إلى تطبيق المراسلة الشهير Discord، حيث واصل استغلاله اللفظي والنفسي للأطفال في بيئة أقل مراقبة.
القضية كشفت عن ثغرات خطيرة في رقابة المحتوى داخل المنصات الترفيهية الموجهة للأطفال، وأثارت تساؤلات حقيقية حول مدى وعي الأسر بما يجري خلف شاشات هواتف أطفالهم.
ويحذر خبراء في الأمن الرقمي من أن مثل هذه الحوادث قد تتكرر، ما لم يُدرك الآباء أن بعض الألعاب قد تتحول إلى أدوات استدراج نفسي وجنسي في يد أشخاص ذوي نوايا سيئة.
وفي ظل تنامي التهديدات الرقمية، توجهت الجهات الأمنية بتحذيرات واضحة إلى أولياء الأمور تدعوهم إلى:
-مراقبة الألعاب والتطبيقات التي يستخدمها أبناؤهم بانتظام.
-التحدث بصراحة مع الأطفال حول مخاطر الإنترنت وكيفية التصرف عند التعرض لسلوك مريب.
-استخدام أدوات الرقابة الأبوية لمتابعة الأنشطة الرقمية اليومية.
تعليم الأطفال أن أي تواصل مشبوه أو طلبات غير مريحة يجب أن تُبلّغ للأهل فورًا.
من جهتها، تواجه منصة Roblox ضغوطًا كبيرة لتشديد إجراءات السلامة، بعد أن أصبحت بيئة جذابة للمتحرّشين تحت غطاء اللعب البريء. وأعلنت الشركة أنها تحقق في الحادثة، وتدرس تعزيز آليات الرقابة داخل اللعبة.
هذه الحادثة ليست مجرد قصة فردية، بل إنذار صارخ بأن العالم الافتراضي لا يخلُو من المخاطر، وأن حماية الأطفال تبدأ من البيت، بالمراقبة، والتوجيه، والوعي الجماعي.
02/05/2025
