kawalisrif@hotmail.com

“صرخة الجنرالات”  :     كيف أربكت مقابلة تلفزيونية بالإمارات أمة بكاملها في الجزائر”

“صرخة الجنرالات” : كيف أربكت مقابلة تلفزيونية بالإمارات أمة بكاملها في الجزائر”

“حين تصرخ الحضيرة من مجرد مقابلة”

يا للعجب ويا للدهشة ! الجزائر الرسمية، بكل ما أوتيت من وقارٍ ومؤسسات إعلامية “عتيقة”، تستفيق فجأة على “زلزال وطني”… لا بسبب أزمة حدودية، ولا بفعل تهديد خارجي، بل فقط لأن مؤرخًا جزائريًا عبّر عن رأيه في مقابلة تلفزيونية على قناة عربية تبث من الإمارات!

نشرة الأخبار الرئيسية في التلفزيون الجزائري تحوّلت إلى مسرحية درامية، مشحونة بالحماسة والانفعال، تفتتحها مذيعة مكفهّرة الوجه تندب الدولة الشقيقة، وكأن الأمر خيانة بحجم تسريب أسرار نووية! وكل ذلك لأن أحد أبناء الجزائر، لا عميلًا ولا مستوردًا، تجرأ وقال ما لا يريد العسكر سماعه.

الأكثر سخرية أن الحوار أجرته الإعلامية الجزائرية فضيلة السويسي، لا مذيعة “صهيونية” ولا صحفية من باريس، بل ابنة البلد. لكن يبدو أن في عرف الجنرالات، كل من يحيد عن “النص المقدس” يصبح خصمًا، حتى لو حمل نفس الجواز ونطق بنفس اللهجة!

وفي قمة النضج السياسي، قررت السلطات أن تصبّ جام غضبها على الإمارات: الدولة، الشعب، القناة، المنطقة الحرة، وحتى الرمال لو استطاعوا! الكل دخل في قفص الاتهام، وصار وصف الإمارات بـ”الكيان الهجين” ترفًا لغويًا يبرر به العسكر ضيق صدورهم بالنقد.

لا عجب. حين تخنق الأنظمة شعوبها، تلجأ دومًا إلى “بطولات رمزية”: صراخ إعلامي، شتائم مرتجلة، ومقاطع فيديو تشبه مشهدًا محذوفًا من فيلم دعائي لم يُعرض أصلًا.

العتب ليس على الجنرالات، فهم ضحايا “الفوبيا” المزمنة من الكلمة الحرة. العتب الحقيقي على من يظن أن حرية التعبير يمكن أن تزدهر في حضن ثكنة.

 

02/05/2025

Related Posts