في مشهد لا يحدث إلا في جمهوريات الموز، تم إقصاء شركات محترمة وذات ملفات تقنية ومالية قوية من صفقة ضخمة تتعلق بإنشاء فيلات ومنازل وشقق فاخرة بمنطقة خليج أطالايون، صفقة أعلنت عنها شركة مارشيكا ميد التابعة لوكالة مارتشيكا بالناظور … ورغم مشاركة مقاولات مرموقة في المناقصة، ورغم تقديمها لمبالغ أعلى بكثير من المبالغ المقترحة من الشركات المحظوظة … فإن لعبة الكواليس قررت غير ذلك.
الأغرب؟ تأهلت أربع شركات فقط، ضمنها واحدة تعود ملكيتها لأشخاص ذوي سوابق في التلاعب بالصفقات، يتحدثون من مدينة مليلية، وقد أنشأوا شركتهم في هولندا ، للتمويه والتهرب من التدقيق .
لكن الصدمة الكبرى تأتي من الجهة المشرفة: مفتش سابق بوزارة المالية يدعى أنس زنفور ، التحق مؤخرًا بشركة مارشيكا ميد ليشرف بنفسه – ويا للمصادفة – على اختيار الشركات وفتح الأظرفة ! وهو الذي كان ضمن لجنة التفتيش التي دققت في ملفات فساد بمارتشيكا ميد قبل سنوات قليلة … ووفق مصادر موثوقة، فإن زنفور نفذ حرفيًا تعليمات مدير مارشيكا ميد، غنيمي، الذي يبدو أنه حوّل هذه المؤسسة العمومية إلى ضيعة خاصة لتوزيع المشاريع على من يضمنون له العمولات ، وكذلك لأصحاب العصا الغليظة.
هكذا، ببساطة ووقاحة، تُقصى الكفاءات المحلية وتُفتح الأبواب أمام الريع والفساد، ويُعاد توزيع ثروات البلد ، في غياب تام للشفافية أو المحاسبة.
التفاصيل بالدليل قريبا :
02/05/2025
