kawalisrif@hotmail.com

مغربي وإسبانيان “على ظهرالخيول” … رحلة إيمانية فريدة من جنوب إسبانيا إلى مكة المكرمة على ظهور الخيل لمسافة 14 ألف كيلومترا

مغربي وإسبانيان “على ظهرالخيول” … رحلة إيمانية فريدة من جنوب إسبانيا إلى مكة المكرمة على ظهور الخيل لمسافة 14 ألف كيلومترا

الرياض – كواليس الريف :

في مشهد استثنائي يُعيد إلى الأذهان ملامح الرحلات القديمة للحجيج، وصل إلى المملكة العربية السعودية ثلاثة من الرحالة القادمين من إسبانيا والمغرب، بعد أن قطعوا آلاف الكيلومترات على ظهور الخيل، متجهين إلى مكة المكرمة لأداء مناسك الحج، في رحلة تستلهم روح الإيمان والمغامرة وتستحضر تاريخ المسلمين الأندلسيين.

انطلقت الرحلة في 20 دجنبر 2024 ، من مدينة ألميريا جنوب إسبانيا، بمشاركة كل من عبد القادر حركاسي، وعبد الله هيرنانديز، وطارق رودريغيز، وهم ثلاثة مغامرين تجمعهم الهوية الإسلامية والشغف بالترحال، وقد قرروا إعادة إحياء درب الحج كما كان يسلكه المسلمون قبل أكثر من خمسة قرون.

امتدت الرحلة، التي أطلقوا عليها اسم “مُمتطو الخيول”، على مسافة تُقدَّر بـ 14 ألف كيلومتر، عبر عدة دول أوروبية منها فرنسا، إيطاليا، وسلوفينيا، مرورًا بدول البلقان، فتركيا، وسوريا، والأردن، قبل أن تحطّ بهم الرحلة في الأراضي السعودية. ويُخطط الرحالة للوصول إلى مكة المكرمة بحلول غرة ذو الحجة 1446 هـ، الموافق 29 مايو 2025 م، تزامنًا مع انطلاق مناسك الحج.

يقول رفائيل رودريغيز، أحد أفراد الفريق الذي اعتنق الإسلام حديثًا، إن قراره بأداء الحج على ظهر الخيل مستوحى من التاريخ العريق للمسلمين الأندلسيين، وأضاف: “ليست هذه مجرد مغامرة، بل تجربة روحانية تُقرّبنا من جوهر الإيمان، وتمنحنا فرصة للتأمل والتواصل مع الذات ومع الله.”

وقد عبّر الفريق عن امتنانه العميق لوصولهم إلى الأراضي المقدسة بعد رحلة شاقّة استمرت نحو خمسة أشهر ونصف، شهدت تحديات مناخية وجغرافية، لكنّها كانت مفعمة بالدروس، والتأملات، واللحظات الأخوية التي عمّقتها التجربة المشتركة.

لاقت هذه المبادرة تفاعلًا واسعًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أشاد كثيرون بهذا الإنجاز الفريد، واعتبروه تذكيرًا حيًّا بقيم الصبر والتضحية التي ميّزت الحجاج عبر التاريخ، ورسالة مُلهمة عن الإصرار على بلوغ المقصد الإيماني مهما كانت الوسيلة.

من جهتها، استقبلت السلطات السعودية الرحالة الثلاثة بحفاوة وترحيب، مشيدةً بمبادرتهم التي تعكس روح التواصل بين الشعوب، والتقدير العميق لقيمة الحج، ومؤكدةً التزام المملكة بتوفير أفضل الخدمات لضيوف الرحمن من جميع أنحاء العالم.

رحلة “مُمتطو الخيول” لم تكن مجرد عبور جغرافي من الغرب الأوروبي إلى قلب الجزيرة العربية، بل كانت عبورًا روحيًا وإنسانيًا يُجسّد كيف يمكن للإيمان أن يُوحّد الجغرافيا، ويختصر المسافات، ويُعيد الإنسان إلى جوهر العلاقة مع الخالق، حيث يسبق القلب الخطى، وتعلو النية فوق المشقة.

02/05/2025

Related Posts