kawalisrif@hotmail.com

غواصون بأوسمة في سبتة المحتلة … ومهاجرون بلا أسماء !

غواصون بأوسمة في سبتة المحتلة … ومهاجرون بلا أسماء !

في مشهد لا يخلو من النكتة السوداء، اقترح الحزب الشعبي المساند للحكومة المحلية في مدينة سبتة المحتلة منح وسام الاستقلال لسنة 2025 لوحدة غواصي الحرس المدني (GEAS)، وذلك “تقديرًا لتفانيهم الراسخ في حماية حقوق الإنسان”!

نعم، قرأتم جيدًا: وسام الاستقلال! في مدينة لا تزال تحت الاحتلال الإسباني، يُمنح لوحدة عسكرية تعمل على منع المستضعفين من عبور البحر نحو حياة أكثر كرامة.

وحسب ما جاء في المقترح، فإن الغواصين “يمثلون نموذجًا في الدفاع عن حقوق الإنسان وحماية الحدود البحرية”. عن أي حدود يتحدثون؟ أليست هذه نفس الحدود المصطنعة التي تفصل المدينتين المغربيتين المحتلتين عن عمقهما الوطني والتاريخي؟ أم أن المقصود هو حماية “الحدود الإنسانية” من غزو القاصرين الهاربين من الجوع واليأس؟

قدّمت المقترح السيدة كيسي شانديرماني، المستشارة المكلفة بالمالية، مستندة إلى المادة 27.1 من لائحة الأوسمة، وكأنها تستند إلى كتاب مقدس، رغم أن الواقع يقول إن المادة الوحيدة السارية هناك هي مادة الاحتلال، والتناقضات السياسية.

اللافت في المقترح أنه يحتفي بتدخلات الغواصين في أزمة ماي 2021، حيث قيل إنهم “ألقوا بأنفسهم في البحر لا لاعتقال أحد، بل لإنقاذ الأرواح”… طبعًا، نُسلّم بأن نية الإنقاذ كانت حاضرة، لكن السؤال الحقيقي هو: لماذا يُجبر الأطفال أصلاً على السباحة إلى مدن مغربية تحت الاحتلال؟

ويتابع الحزب الشعبي مديحه لوحدة GEAS، مشيدًا بـ”قيم الولاء والإنسانية والتضامن”، وهي صفات جميلة على الورق، لكنها تبدو هجينة عندما تُنسب إلى قوة نظامية تمارس مهامها في أرض ليست لها، في مدينة مغربية تحت سيطرة إسبانية منذ قرون.

الأكثر تهكمًا هو أن الحزب يتحدث عن “حماية التراث البحري”، بينما يتجاهل التراث الوطني المغربي المسلوب، والثقافة المغاربية التي تحاول السلطات المحلية في سبتة ومليلية تذويبها منذ زمن.

في الختام، نقترح – نحن أيضًا – وسامًا خاصًا لوحدة GEAS: وسام “إتقان الإخراج الإعلامي”، على براعتهم في تحويل مشاهد التضييق والصد البحري إلى لقطات بطولية إنسانية… ولعل المقترح المقبل سيكون ترشيح الغواصين لجائزة نوبل للسلام، فقط لأنهم لم يطلقوا النار على من كان يسبح نحو الأمل.

02/05/2025

Related Posts