في خطوة تُعد سابقة في تاريخ الطب المغربي، شهدت المملكة يوم الجمعة 2 ماي 2025 حدثًا طبيًا بارزًا تمثّل في إجراء أول عملية جراحية لاستئصال جذري للبروستات عن بُعد، باستخدام تقنية الجراحة الروبوتية، وهو إنجاز يفتح آفاقًا واعدة لتطور الجراحة الدقيقة في المغرب وإفريقيا.
العملية التي وُصفت بالتاريخية، أشرف عليها الدكتور عادل أوزان، رئيس الجمعية المغربية للجراحة الروبوتية، من مقر المركز الدولي للأورام بالدار البيضاء، حيث أدار الروبوت الجراحي عن بُعد لإجراء التدخل الجراحي على مريض يرقد في المصحة الدولية بمدينة العيون، الواقعة على بعد أكثر من 1100 كيلومتر.
وتمت العملية بنجاح تام، دون مضاعفات، ما يعكس المستوى العالي للتأهيل الطبي والتكنولوجي الذي باتت تتمتع به الكفاءات المغربية، ويؤكد دخول المغرب بقوة في عصر الجراحة الذكية والطب المستقبلي.
وقال الدكتور عادل أوزان في تصريح صحفي إن “هذا الإنجاز لم يكن ليتحقق لولا تضافر جهود فريق طبي وتقني عالي التخصص، ودعم بنيات تحتية متطورة تسمح باستخدام تقنيات متقدمة كالجراحة الروبوتية عن بعد”. وأضاف أن “هذا النوع من التدخلات يُعد ثورة في مجال الطب الجراحي، خصوصًا في بلد مترامي الأطراف كالمغرب، حيث يساهم في تجاوز عائق البعد الجغرافي وتمكين المرضى من الاستفادة من خبرات نادرة دون الحاجة إلى التنقل”.
ويُرتقب أن يشكّل هذا الإنجاز نقطة تحول في مسار تحديث المنظومة الصحية المغربية، ويؤسس لمرحلة جديدة يكون فيها الابتكار الطبي في خدمة العدالة المجالية الصحية، خاصة في المناطق البعيدة والنائية.
وتُعد الجراحة الروبوتية إحدى أحدث التقنيات في عالم الطب، حيث تتيح للطبيب إجراء عمليات دقيقة ومعقدة عبر روبوتات جراحية يتحكم فيها عن بُعد، مما يقلل من نسبة الخطأ، ويُسرّع من تعافي المرضى، ويقلل مدة مكوثهم في المستشفى.
بهذا الإنجاز، يثبت المغرب من جديد قدرته على مواكبة الابتكار العالمي في المجال الصحي، ويُعلن رسميًا دخوله عصر الطب الذكي، في انتظار تعميم هذه التجربة على باقي المؤسسات الصحية في مختلف جهات المملكة.
03/05/2025