kawalisrif@hotmail.com

البرلمانية صوفيا أسيدو :   حكومة إسبانيا أغلقت باب مليلية … ونسيت المفتاح في مدريد !

البرلمانية صوفيا أسيدو : حكومة إسبانيا أغلقت باب مليلية … ونسيت المفتاح في مدريد !

في عرض جديد من مسرح العبث السياسي الإسباني، خرجت النائبة عن الحزب الشعبي في مدينة مليلية المحتلة، صوفيا أسيدو، لتُذكّر حكومة بيدرو سانشيز المركزية ، بأن سكان مليلية ليسوا مجرد ديكور جغرافي على الهامش، بل بشر يتنفسون، ويصوّتون، بل ويغضبون أحيانًا!

أسيدو لم تُخفِ استياءها، واتهمت حكومة مدريد بـ”إغلاق الباب” في وجه المدينة، ليس كخطوة أمنية بل كخطوة بيروقراطية باردة، بعدما تأخرت في تنفيذ ما سُمِّي ذات زمن بـ”الخطة الشاملة للأمن”، وهي خطة وُعدت بها المدينتان سنة 2021، ولا تزال – بعد أربع سنوات – في غرفة الإنعاش الورقي تنتظر من ينقذها.

وقالت النائبة الغاضبة، وكأنها تشرح دروسًا في الواقعية السياسية: “الحكومة لا تهتم لا بالعاجل ولا بالآجل، وكأن مليلية ليست إلا بقعة رمادية على الخريطة تنتظر الفرج من العاصمة التي نسيت أن لها أطرافاً في الجنوب.”

ثم أضافت بلهجة ساخرة مُبطنة بالغضب: “اعترفت الحكومة، بكل برودة دم، أن الخطة لا تزال قيد الإعداد… وكأنهم يخططون لغزو المريخ لا لتأمين مدينتين تعيشان على أعصاب الانتظار.

أسيدو لم تضحك. الموضوع لا يدعو للضحك. الأمن – تقول – ليس مزحة سياسية، بل حاجة ملحة في سبتة ومليلية، حيث البنية التحتية تتآكل، والطاقة شحيحة، والدولة حاضرة أكثر على الورق منها على الأرض. أما عن الربط مع “باقي البلاد”، فربما تقصد مدريد في عالم موازٍ.

وأردفت: “تأخير كهذا هو تصرف غير مسؤول، ومؤشر على أن الحكومة تسير بلا بوصلة… أو ربما ببوصلة تشير دائمًا إلى كتالونيا!”

النائبة الشعبية لم تفوّت الفرصة لتوجيه سهم نقد آخر إلى مندوبة الحكومة في مليلية، سابرينا موه، واصفة إياها بأنها “منشغلة بمصالحها الخاصة”، ومكتفية بإعادة تدوير خطابات الحزب الاشتراكي، دون أثر فعلي على الأرض. وأضافت: “إذا كانت عاجزة عن انتزاع التزامات، فلماذا هي هنا أصلاً؟ هل لنستمع إلى تسجيل صوتي حزبي كل مرة؟”

وحتى لا يُفهم من كلامها أنها تهاجم لأجل الهجوم فقط، وسّعت أسيدو دائرة النقد لتشمل حكومة سانشيز بأكملها، مشيرة إلى أن القائمين على الأمر منشغلون بـ”ترقيع فضائحهم القضائية”، أكثر من انشغالهم بمطالب المواطنين.

وقالت بلهجة لا تخلو من التهكم: “نعلم أن هذه الحكومة محاصَرة، لا من الخارج بل من داخل ملفاتها القضائية… إنها تقاتل القضاء، وتنسى أن تحكم!”

وختمت أسيدو رسالتها بأن الحزب الشعبي لن يبقى مكتوف اليدين، وسيمارس ضغوطه “بكل الوسائل المؤسساتية” – أي إنهم سيتكلمون أكثر، وربما يبعثون برسالة أخرى في العام 2029!

في النهاية، يبدو أن الخطة الأمنية لسبتة ومليلية لا تزال محفوظة في درجٍ ما في مدريد، إلى جانب ملفات أخرى تحت عنوان: “سوف نفعل… يومًا ما.”

03/05/2025

Related Posts