kawalisrif@hotmail.com

الدريوش تحتفي بالتراث الميكانيكي وتُشعل مسارات “رالي السيارات العتيقة”

الدريوش تحتفي بالتراث الميكانيكي وتُشعل مسارات “رالي السيارات العتيقة”

في لحظة استثنائية جمعت بين أصالة الماضي ودينامية الحاضر، شهدت مدينة الدريوش، يوم الخميس 1 ماي 2025، إحدى أبرز محطات “رالي السيارات العتيقة”، المنظم من قبل الجامعة الملكية المغربية للسيارات العتيقة. وقد تحوّل متحف الوكيلي بجماعة امطالسة إلى منارة إشعاع ثقافي وذاكرة ميكانيكية حية، حيث استقبل المشاركين من داخل المغرب وخارجه، وفي مقدمتهم وفد إسباني مميز، في أجواء احتفائية طبعتها الحفاوة والتقدير.

ويُعد متحف الوكيلي، الأول من نوعه وطنياً، مرجعًا فريدًا في حفظ التراث الميكانيكي المغربي، إذ فتح أبوابه أمام حوالي 40 سيارة عتيقة من حقب الستينات والسبعينات والثمانينات، بالإضافة إلى دراجات نارية نادرة، شكّلت بمجملها معرضًا حيًا يحكي فصولًا من عبقرية الصناعة وجمالية التصميم في عصور مضت. هذه التحف لم تكن مجرد مركبات، بل شهادات نابضة تنقل الأجيال إلى زمن تميز بالابتكار والمهارة.

وقد مرّت قافلة الرالي بمسارات طبيعية خلابة، انطلاقًا من جهة سوس ماسة، عبورًا بجبال الأطلس وسهول الشرق المغربي، وصولًا إلى الحسيمة، غير أن محطة الدريوش اكتسبت رمزية خاصة، بفضل حسن التنظيم، ودفء الاستقبال، ومكانة المتحف كقيمة مضافة لهذا الحدث الرياضي الثقافي.

وفي هذا السياق، ثمّنت مؤسسة مغاربة العالم عبر صفحتها الرسمية المجهودات الكبيرة للأخوين الوكيلي، لما أباناه من التزام راسخ في النهوض بإقليم الدريوش كوجهة ثقافية واعدة، متحدية واقع التأخر التنموي، وساعية إلى ترسيخ صورة إيجابية للإقليم على المستويين الوطني والدولي.

وتُوّجت هذه التظاهرة بجلسة فطور تقليدية استثنائية على شرف الضيوف، أبرزت كرم الضيافة الريفية من خلال أطباق محلية أصيلة، شملت وصفات نادرة استحضرت نكهات الطفولة، وأسهمت في نقل صورة الريف كمجال غني بتقاليده ومخزونه الحضاري.

واختتمت فعاليات الرالي مساء الجمعة 2 ماي بحفل فني راقٍ بفندق “راديسون بلو” في الحسيمة، بحضور وازن لمؤسسة مغاربة العالم، بدعوة من الجامعة الملكية المغربية للسيارات العتيقة، إلى جانب وفد إسباني شريك. وقد طبع الحفل كلمات مؤثرة، وإشادات كبيرة بمحطة الدريوش، التي أظهرت قدرة الإقليم على احتضان فعاليات نوعية بحرفية وتنظيم متميزين.

وترى مؤسسة مغاربة العالم في هذا الحدث نموذجًا رائدًا للدبلوماسية الموازية، يزاوج بين الثقافة والرياضة، ويجسد عمق التلاحم الوطني حول الرياضي الأول، صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، الذي ما فتئ يؤكد على دور الرياضة كرافعة للوحدة الوطنية والإشعاع المغربي في الخارج.

لقد أكد متحف الوكيلي بالدريوش، مرة أخرى، أن حفظ الذاكرة ليس فقط صونًا للماضي، بل هو استثمار في الحاضر، وإشراقة مستقبلية تُبنى على أسس متينة من التراث، والهوية، والانفتاح.

03/05/2025

Related Posts