kawalisrif@hotmail.com

الزليج المغربي في قلب الفاتيكان … والرد على الأكذوبة الجزائرية :   التاريخ لا يُزوَّر

الزليج المغربي في قلب الفاتيكان … والرد على الأكذوبة الجزائرية : التاريخ لا يُزوَّر

في لحظة تاريخية نادرة، دخل الملك الراحل الحسن الثاني الفاتيكان لا كزائر رسمي فحسب، بل كسفير لحضارة ضاربة في عمق التاريخ. كان حضوره مميزًا ليس فقط بصفته ملكًا للمملكة المغربية، ولا كرئيس للجنة القدس فحسب، بل كممثل لهوية ثقافية عريقة، حملت معها إلى الفاتيكان عبق فاس، وفن الزليج، وروح المغاربة عبر القرون.

الزيارة التي أثارت دهشة البابا نفسه لم تكن مجرد لقاء سياسي. فعندما وقف الحسن الثاني أمام رواق مغطى بزليج تقليدي، تعجّب البابا من هذا الفن الفريد، ليشرح له الملك بكل فخر أن هذا الزليج العريق يرجع إلى أكثر من 700 سنة، ويُنسب إلى الصنّاع المهرة من فاس، ويعود تاريخه إلى العهد المريني، أحد أعظم مراحل العمران المغربي.

وفي الوقت الذي يُبهر فيه الزليج المغربي القصور الملكية والكاتدرائيات العالمية، تحاول بعض الأصوات الجزائرية اليوم، مدفوعة بمنطق التزييف، الادعاء بملكية هذا الفن الراسخ. وهي محاولة عبثية، تصطدم بجدار التاريخ، وبشهادات المؤرخين والفنانين والوثائق العالمية. ففن الزليج فنٌّ مغربي خالص، وُلد في فاس، وتطوّر فيها، قبل أن ينتشر إلى مراكش ومكناس وتطوان وغيرها، وتُصدَّر نماذجه إلى العالم.

الزليج ليس فقط فناً جمالياً، بل هو هوية متجذرة في العمارة المغربية الإسلامية. ومن المؤسف أن تُسخّر بعض الأقلام الجزائرية لتزييف هذا الإرث، في محاولة لتبني ما لم تصنعه، ونسب ما لم تنتجه. بل الأكثر غرابة، هو أن بعضهم يسوّق لمغالطات علنية رغم أن الأوساط الأكاديمية والفنية العالمية تحسم نسب هذا الفن للمغرب دون جدال.

زيارة الحسن الثاني إلى الفاتيكان لم تُظهر فقط حضور المغرب الدبلوماسي، بل رسّخت أيضًا حضوره الثقافي، وأكدت أن المغرب لا يفاوض على تاريخه، ولا يسمح بسرقة رموزه الحضارية. وحين يتحدث الزليج في الفاتيكان، فهو لا يحتاج إلى جواز سفر، لأن هويته واضحة: صُنع في المغرب… وصُنع ليبقى.

03/05/2025

Related Posts