الظهور المفاجئ لرئيس جماعة وجدة، محمد العزاوي، أشبه بمحاولة إنعاش صورة باهتة طواها الغياب الطويل، في مشهد أقرب إلى “قوقعة سياسية” خاوية تُدحرجها رياح المصالح الموسمية. فأن يُشاهد العزاوي، الذي اعتاد الغياب حتى عن مشاهد التواصل الأساسية مع ساكنة المدينة، وهو يتجول فجأة رفقة المستشار الدراز بين تجار سوق زيري بن عطية، لا يمكن اعتباره مجرد صدفة أو صحوة متأخرة للضمير الجماعي.
بل هي خطوة، كما يرى مراقبون، تمهّد لانطلاق حملة مبكرة لحزب “الحمامة”، ليس من باب القرب من المواطن، بل من بوابة تسويق الوهم وتلميع صورة باهتة بالكاد تبعث على الثقة. فالرئيس الذي لا يُرى إلا عبر الجلسات العمومية، والذي يُصنف ضمن “الحاضر الغائب”، قرر فجأة النزول إلى الميدان، وتوزيع الوعود ذات الوقع الشعبي كتهيئة محور السوق بالإنارة العمومية، وكأنها هدية لا حق مكتسب.
المفارقة المثيرة هنا، أن هذه الوعود تأتي في سياق يعاني فيه سكان أحياء بأكملها من انعدام الإنارة لسنوات طويلة، دون أن يحظوا بزيارة أو حتى كلمة تعاطف من المسؤول الأول عن الجماعة. فهل نحن أمام مشهد جديد من أساليب “الضحك على الذقون”؟ أم أنها محاولة يائسة لانتشال ما تبقى من رصيد سياسي في زمن الشفافية والمحاسبة؟
الجواب لا يحتاج أكثر من نظرة ناقدة إلى تاريخ الحضور السياسي المحلي، وإلى القوقعة التي يتحصن فيها البعض إلا حين تدق ساعة الاستحقاقات. فهل يفتح المواطنون أعينهم هذه المرة؟
03/05/2025