kawalisrif@hotmail.com

شخصان في رحلة سياحية من الناظور إلى أكادير … ملحمة نضال غريبة لتحرير غزة !!

شخصان في رحلة سياحية من الناظور إلى أكادير … ملحمة نضال غريبة لتحرير غزة !!

في مشهد لا يخلو من الغرابة، قرر شخصان القيام برحلة مشي طويلة من مدينة الناظور إلى أكادير “من أجل تحرير غزة”.

وللوهلة الأولى، قد يبدو الفعل نبيلاً ومشحوناً بالعاطفة التضامنية، لكن قليلًا من التأمل يفضي إلى سؤال بسيط : ما علاقة أكادير بغزة؟ وهل تحوّلت شواطئ سوس إلى جبهات قتال، أو إلى بديل عن معبر رفح؟

من أراد فعلاً أن يعبر عن تضامنه مع سكان غزة، كان الأجدر به أن يسلك طرقاً توصل إلى مناطق التأثير الحقيقي: مصر، الأردن، أو حتى تركيا، وليس إلى مدينة ساحلية معروفة بالسياحة، لا بالحروب. فبينما يعاني أهل غزة من القصف والدمار، لا تقدم أكادير سوى البحر، الشمس، والهدوء.

الأكثر إثارة للسخرية من الرحلة ذاتها هو التعاطي الإعلامي معها؛ ذلك الإعلام الموجّه الذي استغل الحدث العابر ليبني عليه “ملحمة نضالية”. فجأة، تحوّل المشي إلى بطولة، وتحول المشاركون فيها إلى أبطال على “خطوط الجبهة”، رغم أن أقدامهم لم تطأ سوى الإسفلت المغربي.

يبدو أن هناك من لا يزال يعتقد أن التضامن يُقاس بعدد الكيلومترات المقطوعة لا بالنتائج أو الأثر الفعلي. إعلام يلهث خلف القصص المصنوعة، ويُسوِّق لبطولات وهمية على المقاس، لإرضاء الممولين والداعمين، حتى ولو كلّف ذلك بيع الوهم للناس… باسم غزة.

 

03/05/2025

Related Posts