وجه الحزب الشعبي الإسباني المعارض انتقادات حادة للحكومة المركزية، متهمًا إياها بالتقاعس عن تحسين الربط بين مدينتي سبتة ومليلية وشبه الجزيرة الإيبيرية، وتجاهل دعم منظومة النقل بشتى أشكالها. كما دعا الحزب إلى إعادة العمل بالتخفيضات التي تم إلغاؤها على تذاكر القطارات، وضمان انتظام الرحلات الجوية، بالإضافة إلى تخفيض أسعار النقل البحري.
ورغم أن “تحسين الاتصال” مدرج في الخطة الشاملة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية لسبتة، إلا أن الحزب الشعبي يرى أن التنفيذ غائب تمامًا، بل إن تعثر المصادقة على الميزانية العامة يزيد الأوضاع تأزيمًا.
وفي رد حكومي مكتوب على سؤال النائب “خافيير سيلايا” بشأن عقد تشغيل خط العبّارات بين الجزيرة الخضراء وسبتة – والذي تديره حاليًا شركة Balearia وينتهي في 1 يونيو – أوضحت الحكومة أن عملية طرح المناقصة ما تزال معلقة في انتظار اتفاقيات رفع سقف الإنفاق.
أعرب الحزب الشعبي عن رفضه لما وصفه بـ”الوضع غير المستقر”، محذرًا من مخاطر التمييز الذي قد يعاني منه سكان المدينتين. وأشار إلى أن البرلمان كان قد صادق في يونيو 2024 على مقترح يلزم الحكومة بضمان الربط الدائم والميسر مع سبتة، وتوفير أسعار عادلة للرحلات الجوية.
كما طالب النائب سيلايا بزيادة مخصصات عقد خدمة العبّارات مع إلزام الشركة المتعاقدة بتطبيق أسعار منخفضة على نقل الركاب والمركبات. إلا أن الحكومة لم تطبق هذه التوصيات، بل ألغت العقد السابق دون تعويض، ما أدى إلى ارتفاع الأسعار بشكل حاد.
تضمن المقترح البرلماني أيضًا إدراج تخفيضات على أسعار القطارات لسكان سبتة ومليلية، إلا أن الحكومة لم تنفذ شيئًا من ذلك، مبررة الأمر بقوانين تنظيمية أخرى. وهو ما يرفضه الحزب الشعبي الذي طالب بإعادة الدعم فورًا ودون تأخير.
وفي ما يتعلق بالنقل الجوي، أشار الحزب إلى أن الميزانية المخصصة لدعم الرحلات الجوية لسكان سبتة ومليلية كانت أقل من المطلوب في عام 2023، إذ لم تتجاوز 560.8 مليون يورو، مقابل احتياج قُدر بـ1.1 مليار يورو لعام 2024. واضطرت الحكومة لسد هذا العجز من صندوق الطوارئ، مما يثير علامات استفهام حول قدرة الدولة على تمويل هذه الخدمات في عام 2025.
وحذر النائب سيلايا من أن 80% من ركاب شركة Hélity للنقل الجوي هم من سكان المنطقة، مما يعني أن أي تأخير في صرف الدعم سيهدد استمرار هذه الرحلات.
يجدد الحزب الشعبي مطالبه الأساسية، والتي تشمل:
-إطلاق مناقصة جديدة لعقد تشغيل خط العبّارات بين الجزيرة الخضراء وسبتة، مع ضمان أسعار مناسبة.
-إعادة تطبيق التخفيضات الخاصة بسكان سبتة ومليلية على خطوط القطارات.
-ضمان صرف دعم شركات الطيران في الوقت المحدد، ولا سيما شركة Hélity.
ويؤكد الحزب أنه سيواصل الضغط السياسي إلى حين وفاء الحكومة بالتزاماتها، مشددًا على أن الاتصال بشبه الجزيرة ليس ترفًا، بل حق أساسي للمواطنين المقيمين في المدينتين.
03/05/2025