kawalisrif@hotmail.com

عمال ومستخدمو فندق محمد الخامس بالحسيمة بين مطرقة الإذلال وسندان التواطؤ !

عمال ومستخدمو فندق محمد الخامس بالحسيمة بين مطرقة الإذلال وسندان التواطؤ !

لم يعد فندق محمد الخامس بالحسيمة ذلك الاسم الذي يُقرن بالراحة والرقي، بل تحوّل إلى عنوان صارخ للانهيار الإداري والاجتماعي، ومسرح يتكرر فيه مشهد العبث واللامبالاة، في ظل تسيير ارتجالي وتواطؤ مفضوح من مختلف الجهات المعنية.

فما بين صمت السلطات المحلية، وتخاذل النقابة المركزية، وتدبير بارد وغير مبالٍ من طرف مؤسستي صندوق الإيداع والتدبير ومجموعة “أكور”، يجد العمال والمستخدمون أنفسهم في مواجهة يومية مع الإهانة والتهميش، دون سند أو نصير.

لكن وسط هذا الخراب، برز صوت الشغيلة أقوى من أي وقت مضى. لم تكن مسيرة فاتح ماي مجرد تظاهرة عابرة، بل كانت هزة احتجاجية عارمة، وصرخة مدوية خرجت من عمق القهر، محمولة على أكتاف من لم يعد لديهم ما يخسرونه سوى قيود الصمت.

مطالبهم كانت واضحة، صريحة، ومُحقّة:

-الصرف الفوري للمنح التكميلية لفائدة المتقاعدين، الذين قضوا سنوات من الخدمة ليُجازوا بثلاث سنوات من الانتظار والإذلال.

-إعادة الاعتبار لكرامة المتقاعدين، واستقبالهم بما يليق بتاريخهم لا بإغلاق الأبواب في وجوههم.

-محاسبة الإدارة الحالية على التدهور غير المسبوق في أداء الفندق، والذي جعل من مؤسسة عريقة مجرد هيكل بلا روح.

-الكشف عن مصير الصندوق التكميلي للتقاعد، ومساءلة كل من ساهم في تجميده أو التلاعب بموارده.

-فتح تحقيق إداري ومالي عاجل، تحت إشراف لجنة مستقلة، لتحديد المسؤوليات وتقييم حجم الأضرار.

-إعلان التعبئة الشاملة والاستعداد لخوض كافة الأشكال النضالية، دفاعًا عن الكرامة والحقوق، ولو تطلب الأمر الاعتصام اليومي في الشارع.

هذه المسيرة لم تكن مجرد وقفة احتجاجية، بل كانت إعلانًا صريحًا عن نهاية زمن الصمت، وبداية زمن المحاسبة.

لقد أثبت عمال ومستخدمو الفندق أنهم ليسوا هامشًا في دفتر الحسابات، بل نبضًا حيًا يُدافع عن نفسه بكل ما أوتي من وعي وقوة. في المقابل، تواصل النقابة المركزية أداء دور المتفرج، وكأنها في سبات عميق، فيما تكتفي السلطات الوصية بالتفرج من أعلى، مراكمةً الملفات في رفوف باردة.

الخلاصة؟ فندق محمد الخامس بالحسيمة لم يعُد مجرّد مرفق سياحي، بل تحوّل إلى مرآة عاكسة لفشل مركب: تواطؤ إداري من فوق، تسيير عبثي من الداخل، وخيانة نقابية موثّقة بالصمت. لكن صوت الكرامة أقوى، والمعادلة اليوم تتغيّر: الكرامة لا تُستجدى، بل تُنتزع.

04/05/2025

Related Posts