في قلب البرلمان الإسباني، وأمام لجنة الشؤون الخارجية، لم يُفوّت وزير الخارجية الإسباني، خوسي مانويل آلباريس، الفرصة ليُعبّر عن امتنانه الكبير للمغرب وفرنسا، بعد تدخل عاجل وحاسم أعاد النور إلى بلاده، إثر الانقطاع المفاجئ للكهرباء الذي شهده يوم الاثنين 28 أبريل 2025.
بكلمات حملت الكثير من الود والدلالات السياسية، قال آلباريس إن ما قدمته الرباط وباريس ليس مجرد دعم فني، بل تجسيد حقيقي لقوة العلاقات الثنائية. ووصف ما حدث بأنه “دليل حي على الحالة الممتازة لعلاقاتنا مع جيراننا، وعلى رأسهم المملكة المغربية”.
لكن اللافت أكثر، كان حديثه عن المغرب، حيث لم يتردد الوزير الإسباني في وصف العلاقة بين مدريد والرباط بأنها “الأفضل في تاريخ العلاقات بين البلدين“، مشدداً على أن هذا التقييم يتقاسمه معه نظيره المغربي ناصر بوريطة.
وأشار إلى أن لحظة التحول الحاسمة في هذه العلاقة، كانت تلك الرسالة الشهيرة التي بعثها رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز إلى جلالة الملك محمد السادس، والتي اعتبر فيها أن مبادرة الحكم الذاتي في الصحراء المغربية هي “الأكثر جدية ومصداقية وواقعية” لحل هذا النزاع الطويل.
وفي حديثه أمام النواب، استعرض آلباريس أبرز المحطات في “المرحلة الجديدة” من العلاقات المغربية الإسبانية، وأبرزها تحقيق رقم قياسي في التبادل التجاري بلغ 23 مليار يورو، وإعادة فتح مكتب الجمارك بمليلية وافتتاح آخر بسبتة، بعد سنوات من الجمود.
وأكد الوزير الإسباني أن ما تحقق هو ثمرة لـ”اتفاق سياسي” تاريخي تم التوصل إليه ضمن خارطة الطريق الموقعة في 7 أبريل 2022، مشدداً على أن التعاون المغربي الإسباني لا يقف عند التجارة، بل يشمل ملفات حساسة مثل الهجرة غير الشرعية ومكافحة التهريب.
ولم يُخفِ آلباريس استياءه من مواقف حزب “الشعب”، قائلاً بنبرة حادة: “لا أفهم ما يحدث لهذا الحزب مع المغرب… إنه يحن إلى زمن المواجهات والمشاكل“. ثم ختم قائلاً: “المغرب وإسبانيا اليوم، يختاران طريق الشراكة، لا الصدام“.
05/05/2025