kawalisrif@hotmail.com

الناظور – “أطالايون” : حيث تُطهى الصفقات الفاخرة على نار الغنيمة بشركة “مارشيكا ميد” !

الناظور – “أطالايون” : حيث تُطهى الصفقات الفاخرة على نار الغنيمة بشركة “مارشيكا ميد” !

في “دولة المؤسسات” يا حسرة ، والتي أصبحت تُدار فعليًا بمنطق “ضيعات السيبة”، في بعض المناطق ، تفوح مجددًا روائح الريع من مطبخ شركة “مارشيكا ميد” … بالناظور ، لكن هذه المرة، الرائحة ليست مجرد فساد عادي، بل عبير صفقات فاخرة بطعم البيرة والويسكي الهولندي و”الكوستيمات” المفصلة على مقاس الشبهات.

الأسبوع الماضي، شاهدنا عرضًا سرياليًا ساخرًا بعنوان: “فتح الأظرفة على الطريقة الأطالايونية”. أربع شركات حضرت، تأهلت بأوراق تقنية تثير الإعجاب … ثم فجأة، صمت رسمي غريب بعد الفتح المالي … لا إعلان عن الفائز، لا شفافية، ولا حتى احترام لقانون الصفقات. أما الشركات المقصية؟ لا أحد يعرف السبب، ويبدو أن السؤال نفسه بات ترفًا لا يُسمح بطرحه ، حيث قرر بعضهم اللجوء إلى القضاء الإداري .

لكن المسرحية لا تُكتب في دفاتر الشروط، بل في كواليس الجلسات الليلية الفاخرة التي جمعت مدير مارشيكا ميد، مروان غنيمي، بـ”بارونات” شركة هولندية – مليلية – خارج الوطن ، برائحة خمور ورشاوى فاحت من هولندا حتى قلب بحيرة مارتشيكا ، وهو الذي “غنيمي” الذي أشرف خلال زياراته المتتالية إلى هولندا ، على إعداد ملف الشركة الهولندية للمشاركة في الصفقات المتعلقة بإقتناء أراضي بخليج أطالايون لبناء مئات الشقق ، ورياضات ، وفيلات ، في وقت لم يشارك أحد في 3 صفقات أخرى تتعلق بمؤسسة تعليمية ، ومصحة ، وفندق .

المهزلة؟ ممثلو هذه الشركة الهولندية وصلوا مؤخرا لموقع “الطبخة” على متن سيارة رسمية لمارتشيكا ميد – من نوع كيا، بيضاء، أنيقة – تحولت من وسيلة عمل إلى “تاكسي دبلوماسي للصفقات”. فهل ننتظر أن تُستخدم الزوارق الرسمية قريبًا لنقل العمولات عبر البحيرة ؟

والشركة ذاتها، تُخفي سجلها الأسود خلف قناع “هولندي” مصقول، بينما هي في الأصل نبتة طفيلية من مليلية المحتلة. لا حاجة لإخفاء الفساد في هذا البلد، يكفي فقط أن تغيّر عنوانك البريدي !

لكن الذروة لا تكمن في الصفقة ولا في الشركة، بل في اسم الموقّع عليها : أنس زنفور. الرجل الذي كان في يومٍ ما مفتشًا مالياً يحارب الفساد، عاد اليوم ليخيطه على المقاس، بإبرة “المصالح” وخيط “الولاء”.

مارشيكا ميد لم تعد مجرد مؤسسة عمومية، بل صارت نموذجًا مصغّرًا لـ”جمهورية الصفقات الخاصة”. قانونها خاص، ولغتها خاصّة، وولائمها مغلقة على نخبة تتقن الأكل بيد، وتقسيم الكعكة باليد الأخرى.

وفي هذا المسلسل الكوميدي الأسود، يبقى سؤال واحد يصرخ في العراء:

أين الدولة؟ أم أن مارشيكا تحوّلت رسميًا إلى “جمهورية أطالايون الديمقراطية للغنيمة” ؟

 

06/05/2025

Related Posts