kawalisrif@hotmail.com

“تسول المآدب للضيوف” … مهرجان الحسيمة الدولي للسينما :   إبداع سينمائي أم طقس احتفالي بلا روح ؟

“تسول المآدب للضيوف” … مهرجان الحسيمة الدولي للسينما : إبداع سينمائي أم طقس احتفالي بلا روح ؟

في نسخته الرابعة، يعود مهرجان الحسيمة الدولي للسينما، في الفترة الممتدة ما بين 5 ماي الجاري إلى 10 منه ، برعاية مؤسسة تسمى الريف للثقافة والسينما، ليملأ شوارع المدينة بأجواء فنية وعروض سينمائية من هنا وهناك. غير أن هذا الحدث الثقافي، رغم ألقه الخارجي، يثير في العمق تساؤلات مشروعة حول جوهره، ووجهته، وأثره الحقيقي في المشهد السينمائي بالريف.

هل المهرجان فعلاً منصة لدعم الإبداع المحلي والسينما الوثائقية التي تعكس نبض المنطقة؟ أم أنه مجرد نسخة سياحية من مهرجانات مركزية، تستنسخ البروتوكولات، وتوزع الجوائز، وتغرق في الصور التذكارية والسيلفيهات البحرية، دون أن تترك أثرًا ثقافيًا يُذكر؟

في الوقت الذي تُعتبر فيه مؤسسة الريف للثقافة والسينما المحتضن الرسمي للمهرجان، والتي بدأت منذ أيام التوسل لدى جهات ومؤسسات رسمية إقامة مآدب على ضيوفها ، تبقى الأسئلة مطروحة:
من يمول هذا الحدث؟ هل يحظى بدعم من المركز السينمائي المغربي؟ وإن لم يكن كذلك، فما هي مصادر تمويله؟ وهل تسير ميزانيته في اتجاه دعم السينما الجادة أم في اتجاه الواجهة والبهرجة؟

بعيدًا عن النيات، يقارن كثيرون بين هذا المهرجان ومهرجانات خالدة في ذاكرة الثقافة المغربية، كمهرجان تطوان للسينما المتوسطية، ومهرجان خريبكة وأكادير في الثمانينات، التي كانت منابر حقيقية للفكر النقدي، والحضور النخبوي، والتغطية الصحفية الوازنة. فهل يستطيع مهرجان الحسيمة أن يرتقي إلى هذا السقف؟

السينما ليست فقط شاشة تُعرض عليها أفلام، بل فعل ثقافي عميق. فهل ننتظر من هذا المهرجان أكثر من مجرد صور جميلة وذكريات عابرة؟

 

06/05/2025

Related Posts