في تصريح مثير يعكس عمق التوتر بين باريس والجزائر، أعلن وزير الخارجية الفرنسي جون نويل بارو أن العلاقات بين البلدين “وصلت إلى طريق مسدود”، مؤكدًا أن “الأمور عالقة بشكل مقلق”.
وفي مقابلة مع إذاعة RTL، كشف رئيس الدبلوماسية الفرنسية أن السفير الفرنسي لا يزال في باريس منذ منتصف أبريل، في مؤشر واضح على أن الأزمة أبعد ما تكون عن الحل.
التصعيد بدأ بعد أن طردت السلطات الجزائرية 12 موظفًا قنصليًا فرنسيًا، في خطوة اعتبرتها باريس انتقامًا من توقيف أحد الموظفين القنصليين المتورطين في مخطط خطير: محاولة اغتيال المعارض الجزائري المسمى ( أمير بوخرص ) .
السلطات الفرنسية أوقفت المتورطين، بينهم دبلوماسي جزائري، بينما ردت الجزائر بطرد جماعي لموظفي القنصلية الفرنسية، ما فجّر الأزمة مجددًا.
بارو وصف رد الجزائر بـ”المتطرف”، مؤكدًا أن باريس لن تتراجع عن حماية معارضي الأنظمة القمعية على أراضيها، لكنه حذّر في الوقت ذاته من تسييس الملف داخليًا قائلاً: “لا نريد أن تتحول الجزائر إلى ورقة في سياساتنا الداخلية، فذلك قد يضر بجاليتنا الفرنسية ذات الأصول الجزائرية”.
وفي تطور موازٍ، أثار الوزير قضية الكاتب بوعالم صنصال، المحتجز منذ نوفمبر 2024، واصفًا إبعاده عن محيطه بـ”الظلم الصارخ لرجل في الثمانين من عمره”.
هكذا إذًا، تتكثف الغيوم في سماء العلاقات الفرنسية الجزائرية، وسط صمت دبلوماسي لا ينذر سوى بتوتر طويل الأمد.
06/05/2025