في بلد العجائب، حيث يمكن أن تستفيق على أزمة حليب وتنام على أزمة نعناع، لا عجب أن تنظم قرعة لاختيار الأكباش، بينما تُحجز في الوقت ذاته 27 بقرة إفريقية كانت تتهيأ لدخول البلاد وكأنها وفد دبلوماسي رفيع من أدغال إفريقيا.
في بلدية سبسب بغرداية، وبكل فخر، أعلنت فرقة الدرك بالتنسيق مع الجمارك عن “الضربة الكبرى”: حجز قطيع من البقر الإفريقي كان في طريقه ليشارك ربما – من يدري؟ – في قرعة الأكباش أو ليحلّ محلها في عيد الأضحى بنسخته القادمة! من يدري، ربما قررت الدولة توسيع الاختيارات للمواطن: إما كبش أو بقرة إفريقية، حسب الرغبة والقدرة الشرائية !
أما عن قرعة الأكباش، فحدث ولا حرج. المواطن الجزائري لم يعد يشتري أضحيته، بل ينتظر أن “يُسحب اسمه” من قائمة الرابحين، وكأننا بصدد يانصيب الأمل، حيث يكون الكبش هو الجائزة الكبرى… والعزاء كيس بطاطا أو صورة مع والي الولاية.
والسؤال الآن: هل سيتم تنظيم قرعة جديدة لتحديد من يحصل على البقر المحجوز ؟ وهل سنشهد مهرجانًا جديدًا بعنوان “البقرة الإفريقية… تراث مشترك”، على غرار مهرجانات التمور والفستق؟ وهل سيتم نقل هذه الأبقار إلى مكان مجهول، أم إلى مكان معروف… مع حفظ الألقاب؟