في تحول بارز يعبّر عن انفتاح ألمانيا على كفاءات العالم، أعلنت الحكومة الألمانية رسميًا عن بدء استقبال طلبات بطاقة “الفرصة الألمانية” (Chancenkarte)، التي تتيح للمواطنين من خارج الاتحاد الأوروبي، ومنهم المغاربة، فرصة السفر إلى ألمانيا بحثًا عن عمل، دون الحاجة إلى عقد عمل مسبق.
هذا الإجراء الجديد يعكس نهجًا أكثر مرونة وواقعية في التعاطي مع ملف الهجرة، إذ تسعى ألمانيا لسد النقص الحاد في اليد العاملة المؤهلة، خاصة في قطاعات تعرف خصاصًا مستمرًا مثل التمريض، الميكانيك، الفندقة، وتقنيات المعلومات.
تعتمد البطاقة على نظام تنقيط يقيّم المتقدمين بناءً على مؤهلاتهم الدراسية، خبراتهم المهنية، مستواهم اللغوي، وأعمارهم، بالإضافة إلى قدرتهم على تمويل إقامتهم في ألمانيا خلال فترة البحث عن عمل، سواء عبر حساب بنكي محجوز أو عقد عمل جزئي.
الميزة الكبرى لهذه البطاقة أنها لا تقتصر على أصحاب الشهادات الجامعية، بل تشمل أيضًا خريجي التكوين المهني، بشرط أن تكون مؤهلاتهم معترفًا بها في ألمانيا، ما يمنح شريحة واسعة من الشباب المغربي فرصة حقيقية لتغيير مستقبلهم المهني.
يُسمح لحاملي البطاقة بالإقامة لمدة 12 شهرًا، والعمل بدوام جزئي يصل إلى 20 ساعة أسبوعيًا، أو الانخراط في تدريبات ميدانية. وكل ذلك يهدف إلى تسهيل اندماجهم التدريجي في سوق العمل الألماني.
لكن النجاح في هذا المسار ليس مضمونًا للجميع، إذ يشترط الحصول على 6 نقاط على الأقل من أصل 14، وتحضير ملف متكامل يتضمن وثائق مترجمة وموثقة حسب المعايير الألمانية.
بطاقة “الفرصة الألمانية” ليست مجرد خطوة إدارية، بل هي فرصة استراتيجية تحتاج إلى وعي، تحضير، وتوجيه. لذا، فإن دور المؤسسات المغربية، سواء التعليمية أو الحكومية، يظل محوريًا في مواكبة هذه الدينامية، وتوفير المعلومات الدقيقة للراغبين في الهجرة، لحمايتهم من الوقوع في فخ السماسرة والوعود الزائفة.
الكرة اليوم في ملعب الشباب المغربي: الفرصة متاحة، لكن النجاح رهين بالاستعداد، والمعرفة، والاختيار الواعي.
06/05/2025