يعيش حي بوجيبار بمدينة الحسيمة على وقع خطر داهم يهدد حياة آلاف السكان، بسبب الانجراف المتواصل لنوعية التربة الهشة، وما زاد من خطورة الوضع هو انتشار البناء العشوائي الذي شُيّد في المنطقة دون ترخيص قانوني أو برخص مشبوهة ، قبل سنوات قليلة … ومع كل يوم يمر، يزداد القلق من كارثة قد تقع في أية لحظة، سواء بسبب انزلاق أرضي مفاجئ، أو هزة أرضية، أو سيول أمطار قوية.
ورغم أن جلالة الملك محمد السادس، وخلال إحدى زياراته إلى الحسيمة، أصدر تعليمات صارمة بضرورة إجراء دراسة تقنية شاملة لإيجاد حلول جذرية لهذا المشكل الخطير، إلا أن أكثر من عشر سنوات مضت دون أن تتحقق تلك التوجيهات الملكية. فقد أوكلت هذه المهمة إلى وكالة تنمية مناطق الشمال، وتم تخصيص ميزانية ضخمة لها، غير أن الدراسة لم ترَ النور حتى اليوم، في ظل غياب أي تحرك ملموس يرقى لحجم الخطر المحدق بالساكنة.
وفي ظل هذا الوضع المتأزم، تقرر عقد اجتماع عالي المستوى ، بعد غد الخميس 8 ماي الجاري بمدينة الحسيمة، من أجل فتح هذا الملف الحساس على مصراعيه. وسيشرف خبراء متخصصون على إطلاق دراسة ميدانية تهدف إلى إيجاد حلول عملية وفعالة للحد من المخاطر التي تهدد سكان حي بوجيبار.
ومن المرتقب أن يحضر هذا الاجتماع مسؤولون كبار، من ضمنهم الوالي صمصم، مدير الجماعات الترابية بوزارة الداخلية، والعامل المكلف بالكوارث الطبيعية بوزارة الداخلية، ووالي جهة طنجة تطوان الحسيمة، ومدير وكالة تنمية أقاليم الشمال، ورئيس الجهة، بالإضافة إلى منتخبين ومسؤولين إقليميين ومحليين.
كما شهدت عمالة إقليم الحسيمة يومه الثلاثاء 6 ماي الجاري، اجتماعاً ترأسه عامل الإقليم حسن الزيتوني، بحضور رئيس جماعة الحسيمة ورؤساء المصالح الخارجية، إلى جانب مسؤولين أمنيين وصحيين. وقد تقرر خلال الاجتماع الانطلاق في أشغال الطريق الرابطة بين “كارابونيتا” و”مورو بييخو”، مع التأكيد على الانتهاء منها قبل حلول موسم الاصطياف، كما تم تخصيص ميزانية هامة لتهيئة شارع الزرقطوني.
إن تحرك الجهات الرسمية أخيراً لمعالجة هذا الملف الشائك، يبعث أملاً جديداً لدى سكان حي بوجيبار، الذين ينتظرون منذ سنوات التفاتة حقيقية تقيهم شر كارثة باتت قاب قوسين أو أدنى من الوقوع.
06/05/2025
