kawalisrif@hotmail.com

التصعيد العسكري بين الهند وباكستان يُشعل التحركات الدبلوماسية في المغرب

التصعيد العسكري بين الهند وباكستان يُشعل التحركات الدبلوماسية في المغرب

في ظل تصاعد التوترات العسكرية بين الهند وباكستان، شهدت العاصمة المغربية الرباط نشاطًا دبلوماسيًا غير معتاد من طرفي النزاع، حيث تسعى كل دولة إلى حشد الدعم الإقليمي والدولي لموقفها في الأزمة المتفاقمة. السفير الباكستاني الجديد، عادل جيلاني، التقى بالسفير التركي مصطفى إيلكر كيليتش لمناقشة تداعيات التصعيد الأخير، في لقاء اعتبرته السفارة الباكستانية “استعراضًا مشتركًا للتطورات الإقليمية وتأثيراتها على الأمن والسلام في جنوب آسيا”. في المقابل، لجأت السفارة الهندية في المغرب إلى نشر شرائط فيديو عبر منصة “إكس” تتهم باكستان بالوقوف خلف أحداث إرهابية في منطقة باهالغام بكشمير، أسفرت عن مقتل عدد من السياح الهنود. هذه التحركات الإعلامية والدبلوماسية تؤكد أن الصراع لم يعد محصورًا في الجغرافيا الآسيوية، بل تجاوز حدوده العسكرية إلى حرب رسائل واستقطاب دولي، مما ينذر بتحول الأزمة إلى ملف دولي معقّد تتداخل فيه مصالح قوى إقليمية ودولية كبرى.

على الأرض، يزداد الوضع تعقيدًا مع إعلان الجانبين عن سقوط ضحايا مدنيين وتدمير أهداف عسكرية، في مشهد يعيد للأذهان الحروب السابقة التي اندلعت بين البلدين بسبب النزاع التاريخي على إقليم كشمير. الجيش الباكستاني أعلن مقتل 26 شخصًا وإصابة 46 آخرين نتيجة ضربات صاروخية هندية استهدفت ما وصفته الهند بـ”ملاجئ جماعات مسلحة” متورطة في هجوم أواخر أبريل الماضي. في المقابل، أفادت تقارير هندية بسقوط ثلاثة قتلى مدنيين في الجزء الخاضع لسيطرة الهند من كشمير نتيجة قصف باكستاني. وبينما يحمّل كل طرف الآخر مسؤولية التصعيد، يتزايد القلق الإقليمي والدولي من تحوّل الاشتباكات إلى نزاع شامل، خاصة في ظل التصريحات المتبادلة التي تُظهر استعداد كل جانب للذهاب بعيدًا في المواجهة، دون مؤشرات واضحة على رغبة في التهدئة أو الدخول في مفاوضات مباشرة.

وفي تطور لافت، قال رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف إن بلاده تمتلك “الحق الكامل في الرد المناسب” على ما وصفه بـ”العمل الحربي المفروض عليها من قبل الهند”، مضيفًا أن الحكومة الباكستانية تدرس خطوات تصعيدية بالتعاون مع قادة الجيش والمخابرات خلال اجتماع أمني طارئ عقد اليوم الأربعاء. من جهته، أعلن وزير الإعلام الباكستاني، عطا الله تارار، أن الدفاعات الجوية الباكستانية أسقطت خمس طائرات مقاتلة هندية، في رد مباشر على الهجمات الأخيرة. وأفادت مصادر عسكرية بأن باكستان بدأت في استهداف البنية التحتية العسكرية في كشمير الهندية، مما ينذر بمزيد من التصعيد الخطير. هذه التطورات وضعت المجتمع الدولي أمام اختبار جديد لإمكانية التدخل لاحتواء أزمة بين قوتين نوويتين، وسط غياب واضح لأي وساطة فعّالة أو مبادرات دبلوماسية جادة من قبل القوى الكبرى أو الأمم المتحدة.

07/05/2025

Related Posts