أثار البرلماني عن حزب التجمع الوطني للأحرار ورئيس جماعة طرفاية، عبد الحي حرطون، موجة من الجدل خلال مداخلة مثيرة في اجتماع لجنة الداخلية والجماعات الترابية بمجلس النواب، أمس الثلاثاء، عندما طالب بمراجعة القوانين التنظيمية للانتخابات بهدف فرض شروط صارمة على الترشح، معتبرا أن منح التزكيات للمرشحين يجب أن يتم من طرف وزارة الداخلية بدل الأحزاب السياسية. هذا المقترح الذي وُصف بغير المسبوق، تخللته تصريحات ساخرة أثارت موجة ضحك داخل القاعة، شملت نواباً ووزير الداخلية نفسه، عبد الوافي لفتيت.
حرطون لم يتردد في استخدام تعبيرات شعبية وصادمة لوصف الوضعية الحالية التي تعرفها عملية الترشح للانتخابات، قائلاً إن “بعض الأحزاب توزع التزكيات لأي شخص يصادفونه في الزنقة فقط لأنه قادر على جلب الأصوات”، مشدداً على غياب معايير الكفاءة والمظهر العام. وتابع بسخرية لاذعة: “نشوفو دراري صغار لابسين دجين مقطع ومحسنين راسهم، وفاش كيكونو فالدورات كيسمعوك كلام متقدرش ترد عليه”، قبل أن يطلق تساؤله المستفز: “أش هاد المستنقع لي لحت فيه راسي؟”، في إشارة إلى شعوره بالإحباط من المستوى الذي وصلت إليه بعض تركيبات المجالس المنتخبة.
النائب البرلماني اقترح أن تكون التزكيات للانتخابات المحلية والتشريعية صادرة عن السلطات الإدارية، وتحديداً العمال والولاة، معتبرًا أن التزكية الحزبية لم تعد كافية لضمان كفاءة ووقار المنتخبين. وقال: “لم يعد الأمر يتعلق فقط بتزكية حزبية، بل بهيبة الدولة والمؤسسات”، داعياً إلى إعادة الاعتبار للعمل السياسي والتمثيلي من خلال التشدد في معايير الترشيح. هذا التصريح، رغم طابعه المثير للضحك داخل القاعة، فتح الباب لنقاش واسع حول حدود تدخل الدولة في الشأن الحزبي، ومستقبل استقلالية العمل السياسي بالمغرب.
07/05/2025
