kawalisrif@hotmail.com

زيارة الملكة صوفيا لمدينة مليلية المحتلة :   دلالات سياسية تحت غطاء إنساني

زيارة الملكة صوفيا لمدينة مليلية المحتلة :   دلالات سياسية تحت غطاء إنساني

حلّت الملكة صوفيا، ظهر يوم الخميس 8 ماي 2025، بمدينة مليلية المحتلة، في زيارة هي الأولى من نوعها منذ قرابة عشرين عامًا، حيث كان في استقبالها عدد من سكان المدينة، من بينهم مواطنون مغاربة، من ضمنهم ميمون قدور الذي قدّم لجلالتها سوارًا يدويًّا، في مشهد رمزي لا يخلو من دلالات.

وتندرج هذه الزيارة، بحسب الرواية الرسمية الإسبانية، ضمن أنشطة الملكة المرتبطة بالعمل الإنساني، من خلال زيارتها لبنك الطعام المحلي، للاطلاع على وضعية المؤسسة وشبكة الجمعيات الشريكة، والبحث في سبل تعزيز مساهمتها في المجتمع المحلي. غير أن هذه الزيارة، من منظور مغربي، لا تنفصل عن السياق السياسي العام المرتبط بالاحتلال الإسباني لمدينتي سبتة ومليلية.

وحسب البرنامج المعلن، من المرتقب أن تلتقي الملكة صوفيا خلال الفترة الممتدة ما بين الرابعة والنصف والسادسة والنصف مساءً، بنحو 200 شخص من ممثلي الجمعيات المدنية المتعاونة مع بنك الطعام، من بينها جمعيات تحمل أسماء إسبانية، مثل “فيأفيس”، “أسبانيس”، و”قطرة حليب”، إضافة إلى مجموعات الكشافة. وقد تم توزيع المشاركين على 17 مجموعة صغيرة لعرض تجاربهم في دعم الفئات الهشة.

وتشارك في اللقاء شخصيات محلية تمثل سلطات المدينة والفاعلين الاقتصاديين والمدنيين، في خطوة تروم تعزيز الحضور الرمزي للمؤسسة الملكية الإسبانية في المدينة المحتلة.

تجدر الإشارة إلى أن مؤسسة الملكة صوفيا دأبت منذ سنة 2012 على تقديم دعم مادي وعيني لبنوك الطعام في إسبانيا، تجاوز في بعض الأحيان مليون لتر من الحليب والعصائر، إضافة إلى معدات لوجستية مثل أجهزة التبريد ووسائل النقل.

وكانت المؤسسة قد أعلنت في فبراير 2025 عن مساهمة مالية بقيمة 500 ألف يورو لاقتناء الحليب لفائدة بنوك الطعام، إلى جانب تقديم مساعدات بقيمة 50 ألف يورو للمتضررين من العواصف التي شهدتها البلاد في أكتوبر 2024.

وتُعد هذه الزيارة الثانية للملكة صوفيا إلى مدينة مليلية المحتلة، بعد زيارتها سنة 2007 رفقة الملك خوان كارلوس، ما يطرح تساؤلات حول مغزى هذا الحضور المتكرر، خاصة في ظل الصمت الرسمي الإسباني بشأن مطالب المغرب المشروعة باسترجاع المدينتين المحتلتين.

08/05/2025

Related Posts