في خضمّ التوترات الإعلامية المتصاعدة بين بعض المنابر في الجزائر ودولة الإمارات العربية المتحدة، أثارت تصريحات أوردها التلفزيون الرسمي الجزائري، وصف فيها دولة الإمارات بـ”الدولة المصطنعة”، ردودًا قوية من صحف إماراتية، أبرزها صحيفة البيان، التي سارعت إلى الرد بلغة حادة استحضرت التاريخ والجغرافيا.
ففي ردها، ذكّرت الصحيفة بأن الجزائر لم تكن عبر التاريخ الحديث كيانًا مستقرًا، بل كانت أرضًا مفتوحة أمام أطماع القوى المختلفة، من الإسبان إلى العثمانيين فالفرنسيين، قبل أن تنال استقلالها سنة 1962 بعد استفتاء نظمته فرنسا. وذهبت الصحيفة حدّ وصف الجزائر بأنها “أرض متروكة للغزاة”، في إشارة إلى تعاقب القوى الأجنبية عليها، معتبرة أن فرنسا هي من أنشأت الكيان الجزائري المعاصر عبر ذلك الاستفتاء.
وفي سياق متصل، نفت الصحيفة بشدّة ما أسمته “مزاعم جزائرية” حول خلفيات تأسيس دولة الإمارات في 2 ديسمبر 1971، مبرزة أن المغرب كان من أوائل الدول التي سارعت للاعتراف بالاتحاد الإماراتي الجديد، وأنه دعم الدولة الفتية دبلوماسيًا وسياسيًا منذ اللحظة الأولى، بينما كانت الجزائر – بحسب الصحيفة – غارقة في صراعاتها الداخلية حول السلطة بين أقطاب ما بعد الاستقلال، بين “الكابران” و”المجاهد”.
الردّ الإماراتي، رغم نبرته الحادة، يعكس في العمق توترًا سياسيًا وإعلاميًا متناميًا بين الدولتين، يغذّيه تباين المواقف من قضايا إقليمية، ويطرح هذا السجال الإعلامي أسئلة أعمق حول حدود حرية التعبير في الإعلام الرسمي، ومدى تأثير الخطاب الإعلامي على العلاقات الدبلوماسية بين الأشقاء.
08/05/2025
