تألقت مدينة قلعة مكونة، التابعة لإقليم تنغير، في احتفالية بهيجة بمناسبة تنظيم كرنفال “ملكة جمال الورود 2025″، الذي يُعد أبرز محطات مهرجان الورود العريق، احتفاءً بجني الورد البلدي، الذي تُشتهر به المنطقة ويُعد أحد رموزها الزراعية والثقافية.
ويُعتبر موسم الورود ثاني أقدم مهرجان في المغرب، حيث انطلق لأول مرة سنة 1962، وظل منذ ذلك الحين يُنظم بانتظام ليشكل موعدًا سنويًا تستعرض فيه المدينة خصوصياتها الفلاحية وتراثها المحلي، مستقطبة آلاف الزوار من داخل المملكة وخارجها.
الكرنفال، الذي يحتفي بجمال الورود كما يحتفي بجمال المرأة القروية التي تسهم في زراعتها وجنيها، يُمثل تتويجًا لدورة فلاحية ناجحة، ويُصنف ضمن المواسم التقليدية المرتبطة بالمنتوجات الفلاحية الموسمية. فهو يأتي مباشرة بعد مرحلة الجني، شأنه شأن مهرجان اللوز بتافراوت، أو مهرجان الزعفران بتالوين، أو معرض التمور بأرفود، أو حتى مهرجان حب الملوك بمدينة صفرو.
ويُعتبر مهرجان الورود فرصة فريدة لإبراز مكانة الورد العطري الذي تُنتجه قلعة مكونة على الصعيدين الوطني والدولي، حيث تُعد عاصمة العطور الوردية بامتياز، وتُساهم بشكل كبير في الصناعة التجميلية والعطرية بالمغرب.
احتفالية هذا العام جاءت بطابع خاص، إذ توافق تنظيمها مع الذكرى الستين لإطلاق المهرجان، ما منحها بُعدًا تاريخيًا ورمزيًا يعكس مسارًا طويلًا من الحفاظ على الهوية والارتباط بالأرض والمنتوج المحلي.