kawalisrif@hotmail.com

ميمون قدور … صائغ الذكريات الذي قدّم “سوبر الذهب” للملكة صوفيا يومه الخميس في مليلية وصادق نجوم إسبانيا

ميمون قدور … صائغ الذكريات الذي قدّم “سوبر الذهب” للملكة صوفيا يومه الخميس في مليلية وصادق نجوم إسبانيا

من مليلية إلى ذاكرة النجوم … رحلة مغربي لم يمنعه المرض من التوهج في عالم الأضواء

في زقاق من أزقة حي كالفو سوتيلو بمدينة مليلية المحتلة، وُلد ميمون قدور يوم 18 نوفمبر 1964. لم يكن يدري أن شغفه بعالم الفن والمشاهير سيُخلّده يومًا في الذاكرة الجماعية لعشاق الشاشة والمجوهرات الراقية. ورغم معاناته الصحية منذ الصغر، لم تُثنِه الأمراض عن مطاردة أحلامه، بل زادته إصرارًا على أن يكون قريبًا من عالم الأضواء، لا كمجرد معجب، بل كصديق ورفيق درب لنجوم زمن الفن الجميل.

في إحدى المناسبات الملكية الراقية، سطع اسم ميمون حين قدّم قطعة مجوهرات استثنائية تُعرف باسم “سوبر الذهب” للملكة صوفيا. لم تكن مجرد هدية، بل كانت تعبيرًا عن تقديرٍ ووفاء، تحوّلت إلى رمز لمسيرة رجل اختار أن يلمع في الظل، ويترك أثرًا لا يُنسى في دائرة الضوء.

ميمون هو ابن عم الراحل الريفي إنريكي بوسيان، الذي تعود أصوله إلى منطقة غاسي ببني انصار. ويُعدّ بوسيان من أشهر صائغي المجوهرات في إسبانيا، وعضوًا سابقًا لسنوات في مجلس إدارة فريق أتلتيكو مدريد، كما ترشّح لرئاسة النادي في إحدى الفترات. لم يكن مجرد حرفي، بل صانع أناقة على أعناق وأصابع النخبة.

إنريكي بوسيان (Enrique Busian) أسّس شركة “Enrique Busian S.A.” في مدريد عام 1984، والمتخصصة في تجارة المجوهرات الراقية. كان مقرها بشارع مايور رقم 6، وتوقّف نشاطها بعد حله الطوعي سنة 2010. بعد وفاته، حمل ميمون الشعلة، مدافعًا عن إرث ابن عمه، ومطالبًا بتخليد اسمه على شوارع مليلية، تمامًا كما نجح في تكريم الممثلة مرسيدس فيثينو.

إذا كانت الصور تنطق بما تعجز عنه الكلمات، فإن أرشيف ميمون هو متحف حي لذاكرة فنية ذهبية. من بربارا ري إلى كارمن إشبيلية، مرورًا بماريا خيسوس وبابلو ألبوران، لا تخلو صورة من ابتسامة صادقة وذكرى خالدة. في 1994، التُقطت له صورة مع بربارا ري داخل استوديوهات التلفزيون الإسباني، ولا تزال تزين جدران ذاكرته. وفي مدريد سنة 1990، التقى صدفة بالممثلة الراحلة لينا مورغان، وكانت تلك بداية دخوله إلى عوالم لم يكن يتوقع أن يصبح جزءًا منها.

العلاقة بين ميمون وبربارا ري تجاوزت حدود الإعجاب؛ فقد تحوّلت إلى صداقة موثقة برسائل يومية على تطبيق “واتساب” واحترام متبادل دام لعقود. واليوم، لا يُخفي ميمون أمنيته في أن تكون ضيفته الأثيرة ضيفة شرف في “أسبوع السينما بمليلية” سنة 2025، عربون وفاء لعلاقة نادرة.

يعيش ميمون اليوم في مليلية، لكن قلبه يسكن الماضي. يتذكر بحنين الشوارع النابضة بالحياة، والسهرات التي كانت تروي حكايا مدينة لا تنام. أما اليوم، فهي كما يصفها: “مقبرة صامتة”، يتجوّل فيها كمن يبحث عن أطياف زمن ولى، متسائلًا: “أين ذهب الجميع؟”

ميمون قدور ليس مجرد ابن مليلية، بل هو ابن الذاكرة، وحارس أسرار المجوهرات، وصديق النجوم الذي قاوم هشاشة الجسد ببريق الروح. إنها قصة تستحق أن تُروى، لا لأنها فريدة فحسب، بل لأنها تذكّرنا بأن الشغف لا يحتاج إلى وظيفة، بل إلى قلب لا يعرف الاستسلام.

08/05/2025

Related Posts