تشهد العلاقات الاقتصادية بين المغرب وروسيا تطورًا لافتًا، مع إعلان جمهورية تتارستان الروسية سعيها للحصول على اعتماد رسمي لتصدير منتجاتها الحلال إلى المملكة، مستهدفة سوقًا متنامية تشكّل نقطة جذب استراتيجية في التجارة الدولية. ووضعت لجنة معايير الحلال في تتارستان هذا المسعى ضمن أولوياتها، حيث أودعت طلبًا لدى السلطات المغربية، في إطار خطة عمل تمتد حتى نهاية 2025، حسب رئيس اللجنة عباس شليابوشنيكوف.
ويأتي هذا التوجه تماشيا مع انخراط المغرب المتزايد في سوق الحلال العالمية التي تفوق قيمتها 2 تريليون دولار، وفق ما أشار إليه عبد الرحيم الطيبي، مدير المعهد المغربي للتقييس. وتخضع اللحوم المستوردة للمغرب لمعايير صارمة من قبل “أونسا”، وهو ما يجعل من دخول المنتجات الروسية، وخاصة من تتارستان، تحديًا يستوجب احترام ضوابط دينية وتقنية دقيقة لضمان الجودة والامتثال للشريعة.
ويتطلع مسؤولو تتارستان إلى رفع صادراتهم من المنتجات الحلال إلى 15 مليون دولار خلال 2025، مدعومين باعتراف خليجي سابق يعزز مصداقيتهم، في وقت يرسّخ فيه المغرب موقعه كمنصة إقليمية لتبادل المنتجات الحلال بين إفريقيا وآسيا، بينما تسعى روسيا إلى تنويع أسواقها والتموقع داخل فضاءات استهلاكية جديدة ذات حساسية دينية.
09/05/2025