في تصريح أثار جدلًا واسعًا وأعاد تسليط الضوء على صفحات معتمة من ما يوصف ب “التاريخ العربي المشترك” ، كشف المهندس عبد الحكيم عبد الناصر، نجل الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، عن ما وصفه بـ”خيانة الجزائر لمصر” خلال حرب 1967، حين رفض الرئيس الجزائري آنذاك هواري بومدين تزويد مصر بالمواد البترولية، رغم وجود اتفاقية سابقة تنص على ذلك.
وأوضح عبد الحكيم في شهادته أن الموقف الجزائري لم يكن فقط صادمًا، بل ساهم في تفاقم الأوضاع على الأرض، إذ استهدفت الطائرات الإسرائيلية مصفاة السويس بعد أن علمت أن مصر لن تتلقى أي إمدادات بترولية خارجية، ما أدى إلى خسائر مادية وبشرية فادحة.
وتأتي هذه الشهادة لتعيد إلى الأذهان تساؤلات طالما أُثيرت حول مواقف الجزائر المتذبذبة في علاقاتها الإقليمية، خاصة مع دول كانت سباقة إلى دعمها في نضالها من أجل الاستقلال. إذ يعتبر كثير من المراقبين أن الجزائر قد تنكرت للمغرب، الذي احتضن ودعم ثورتها منذ بداياتها، قبل أن تنقلب عليه سياسيًا وإعلاميًا بعد الاستقلال.
الموقف المثير للدهشة، بحسب محللين، ليس فقط في رفض تقديم الدعم في لحظات مصيرية، بل في التضاد الأخلاقي والسياسي مع مبادئ الوحدة والتضامن العربي التي نادت بها قيادات الثورة الجزائرية في الستينات.
وتسائل ناشطون ومتابعون على منصات التواصل الاجتماعي: “إذا كانت الجزائر قد خانت مصر في أحلك لحظاتها، وتنكرت للمغرب رغم دعمه التاريخي، فكيف يمكن الوثوق بمواقفها تجاه دول أخرى؟”
ويبقى التاريخ، في نظر كثيرين، سجلًا لا يُمحى، يكشف المواقف الحقيقية حين تسقط الأقنعة في لحظات الشدة.
09/05/2025