في إطار ما سُمي بـ”عملية الباذنجان”، أعلنت السلطات الإسبانية عن تفكيك شبكة إجرامية تنشط في مجال تهريب المخدرات على الصعيد الدولي، وتحديدًا بين المغرب وإسبانيا، انطلاقًا من مقاطعتي غرناطة وألميريا في الجنوب الإسباني. وقد أسفرت هذه العملية عن توقيف خمسة أشخاص، إضافة إلى تنفيذ عشر مداهمات ناجحة.
العملية التي أُطلقت في فبراير 2024، تمت بتنسيق بين وحدات الشرطة القضائية في كاتالونيا وألميريا، وبدعم من المركز الإقليمي للتحليل والاستخبارات لمكافحة تهريب المخدرات (CRAIN) في الأندلس. وكشفت التحريات عن وجود تنسيق محكم بين هذه الشبكة وشبكات تموين نشطة في المغرب، وهو ما سهل عملية تهريب كميات كبيرة من الحشيش والكوكايين إلى التراب الإسباني.
واعتمدت الشبكة، بحسب ما جاء في بلاغ الحرس المدني، على تجهيزات لوجستية متطورة، من بينها شاحنات معدّلة ومستودعات صناعية ونقاط تحميل مخفية، إضافة إلى مسارات مُحكمة التخطيط لتفادي نقاط التفتيش والمراقبة الأمنية. كما لجأ المهربون إلى تقنيات متقدمة للتمويه، أبرزها إنشاء أرضيات مزدوجة في خزانات الوقود لإخفاء المخدرات.
وقد نُفذت المرحلة الميدانية للعملية بتاريخ 11 مارس الماضي، واستهدفت مدنًا منها روكيتاس دي مار، أدرا، إل إيخيدو، وألبولودوي في ألميريا، بالإضافة إلى كاستريل بإقليم غرناطة. وأسفرت المداهمات عن توقيف خمسة مشتبه فيهم من الجنسية الإسبانية.
وأسفرت عمليات التفتيش عن حجز 262.72 كيلوغرامًا من مخدر الحشيش، بالإضافة إلى مبلغ مالي ناهز 11,585 يورو، ومسدس صوتي، وذخيرة، ومعدات إلكترونية ووثائق يُشتبه في علاقتها بالأنشطة الإجرامية للشبكة.
وتتولى محكمة التحقيق رقم 2 بمدينة موليت ديل باييس ببرشلونة الإشراف على مجريات البحث والتحقيق في هذه القضية.
ويُشار إلى أن ظاهرة تهريب المخدرات من المغرب إلى أوروبا عبر إسبانيا ليست جديدة، إذ يظل المغرب، بحكم موقعه الجغرافي وقربه من السواحل الأوروبية، هدفًا لشبكات التهريب الدولية التي تستغل بعض الثغرات لتصريف بضائعها نحو الضفة الشمالية.
09/05/2025