بعد سنوات طويلة من الصمت والعزلة، ومعاناة امتدت كجمرٍ تحت الرماد، شهد سجن بوعرفة المحلي خطوة غير مسبوقة هزّت جدرانه الساكنة: ربط كل زنزانة بخط هاتف ثابت، يُمكّن السجناء من التواصل مع عائلاتهم كما يليق بكرامة الإنسان وحقه في الوصل بالحياة خارج الأسوار.
لسنوات، كان هذا السجن يُستثنى من أبسط الحقوق التي تتمتع بها باقي المؤسسات السجنية؛ إذ لم يكن يُسمح للنزلاء سوى بمكالمة أسبوعية يتيمة، غالبًا يوم الخميس أو الجمعة، وسط شُحّ كبير في وسائل الاتصال، وغياب شبه تام للهواتف الثابتة داخل الزنازين.
لكن الاحتجاجات الصامدة التي قادتها عائلات السجناء، والتقارير الصادرة عن منبر “كواليس الريف”، قلبت المعادلة، ودقّت أبواب الإدارة العامة للسجون بقوة. هذه الأخيرة، وتحت ضغط الصوت الحقوقي والواجب الإنساني، سارعت إلى إعادة الاعتبار للمعتقلين عبر توفير خطوط هاتفية ثابتة داخل كل زنزانة، مما يُتيح لهم إجراء مكالمات منتظمة وفق أوقات محددة من قبل الإدارة.
خطوةٌ وصفت بـ”النقلة النوعية” في سبيل ترسيخ مبادئ حقوق الإنسان داخل السجون المغربية، واعتُبرت مؤشرًا إيجابيًا على التوجه نحو المزيد من المكتسبات الحقوقية في ظل دولة القانون.
10/05/2025