kawalisrif@hotmail.com

ستون سنة من العطاء والوفاء :    الصيدلية المركزية بالناظور تحتفي بإرث الدكتورة الألمانية “هيرتا كوبن هوفر”

ستون سنة من العطاء والوفاء : الصيدلية المركزية بالناظور تحتفي بإرث الدكتورة الألمانية “هيرتا كوبن هوفر”

في لحظةٍ موشّاة بالعرفان ومفعمة بالذكريات، احتفل طاقم الصيدلية المركزية بالناظور بمرور ستة عقود من العطاء المتواصل، منذ أن أُسست سنة 1965 على يد الدكتورة الألمانية هيرتا كوبن هوفر، زوجة الراحل عبد الله السيدالي، رجل الأعمال الذي شكّل علامة فارقة في النسيج الاقتصادي المحلي من خلال مشاريعه الرائدة، ومنها فندق “الرياض”، والمركز التجاري “سوبير مارشي”، وشركة لإنتاج الأعلاف.

لم تكن الدكتورة هيرتا مجرد وافدة اختارت أن تمارس مهنة الصيدلة في أرض جديدة؛ بل كانت رائدة حقيقية، نقلت معها من ألمانيا منهجًا صارمًا في الجودةوالانضباط ، وسعت منذ اللحظة الأولى إلى ترسيخ معايير رفيعة في الممارسة الصيدلانية. وضعت نصب عينيها هدفًا واضحًا : تكوين أطر ذات كفاءة وأخلاق مهنية راسخة، فعملت بجد على تأطير وتدريب مساعدي صيادلة وصيادلة ساهموا في خدمة الساكنة لعقود.

ورغم تقدمها في السن، لا تزال الدكتورة هيرتا تحتفظ بنفس الحماس والصرامة الألمانية، إذ تواصل تسيير مشاريع العائلة، وعلى رأسها فندق “الرياض” والمركز التجاري، وتعقد اجتماعات أسبوعية بمنهجية دقيقة، في وقتٍ يشهد عزوف أحد أبنائها عن التسيير، بينما يستقر الابن الثاني في الصين، حيث يشغل منصبًا عاليًا في مجال هندسة الأنفاق، ويزور المدينة بين الفينة والأخرى في محطات قصيرة وعابرة.

وفي حفل تخليد هذه الذكرى المضيئة، عبّر العاملون في الصيدلية عن فخرهم وامتنانهم لسنواتٍ طويلة من العمل المشترك، مؤكدين أن الحدث ليس فقط احتفالًا بإنجازات الماضي، بل هو أيضًا تجديدٌ للعهد بمواصلة المسيرة بنفس الروح: التفاني، الإخلاص، والجودة.

وقد صرّحت حفيظة هركاش، إحدى أفراد الطاقم، عبر صفحتها الشخصية ، قائلة: “تحية تقدير واحترام لهذه السيدة الفريدة التي جمعتني بها علاقة عمل امتدت لسنوات، يسودها الاحترام وروح الفريق الواحد. لقد كانت مثالًا في الالتزام والتواضع، وها نحن اليوم نقطف ثمار مسيرة صنعتها بحبّ ومسؤولية.”

هكذا، تظل الصيدلية المركزية بالناظور، بعد مرور ستين عامًا، أكثر من مجرد مؤسسة صحية، إنها معلمٌ من معالم المدينة، وواحدة من الشواهد الحية على تلاقي العلم الأوروبي بالروح المغربية، في نموذج ناجح يجسّد التبادل الثقافي والمهني، ويُكتب بأحرف الوفاء في سجلّ المهنة والإنسانية.

10/05/2025

Related Posts