كواليس الريف-تاراغونا :
تألقت مدينة تاراغونا الإسبانية مساء أمس السبت 10 ملي الجاري، بافتتاح مهرجان المغرب، في حدث ثقافي وفني واقتصادي يحتفي بغنى وتنوع التراث المغربي، ويهدف إلى تعزيز جسور التواصل بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط. ويُنظم المهرجان من طرف القنصلية العامة للمملكة المغربية بتاراغونا، بشراكة مع بلدية المدينة، تأكيدًا على عمق الصداقة والتعاون المغربي-الإسباني، وتجسيدًا للمغرب كأرض للتلاقح الثقافي ومهد للحضارات.
شهد حفل الافتتاح أجواءً احتفالية مميزة، تضمنت إعادة تمثيل زفاف مغربي تقليدي، منح الحضور فرصة فريدة لاكتشاف تفاصيل العادات الأصيلة للمملكة. وتواصلت الأمسية بعروض موسيقية لافتة، أبرزها عرض الفنانة سعيدة شرف ومجموعة كناوة، تلاها عرض مميز للأزياء المغربية التقليدية (القفطان)، عكس أناقة التصاميم المغربية وجمالية الإرث الثقافي.
وفي كلمة بالمناسبة، عبّرت سفيرة المغرب في مدريد، كريمة بنيعيش، عن اعتزازها بهذا الحدث، معتبرة إياه تعبيرًا قويًا عن متانة الروابط الإنسانية بين المغرب وإسبانيا، ومناسبة للتعريف بالغنى الثقافي والحرفي المغربي. كما أبرزت الدينامية التنموية التي يشهدها المغرب في ظل قيادة جلالة الملك محمد السادس، من خلال إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية شاملة. وعلى هامش المهرجان، أجرت السفيرة لقاءات مع عدد من المسؤولين المحليين لتعزيز التعاون الثنائي واستكشاف آفاق جديدة للشراكة في مختلف المجالات.
من جانبه، اعتبر كارلوس برييتو غوميث، مندوب الحكومة الإسبانية في كاتالونيا، أن المهرجان يُعد واجهة حقيقية للثقافة المغربية، مبرزًا كثافة التراث المغربي وأهميته في النسيج الثقافي المتوسطي. كما أكد روبين فينياليس إلياس، رئيس بلدية تاراغونا، أن المغاربة المقيمين بالمدينة يُمثلون جزءًا أصيلًا من روحها، مشيرًا إلى العلاقات الوثيقة والتاريخية التي تربط بين تاراغونا وطنجة، التوأمين المتوسطيين في الرؤية والطموحات.
وتحت شعار الانفتاح والحوار الثقافي، تقدم فعاليات المهرجان طيلة ثلاثة أيام برنامجًا غنيًا ومتنوعًا يشمل عروضًا موسيقية ورقصات فلكلورية مغربية وكاتالونية، معارض للحرف التقليدية، عرض طبخ مباشر مع الشيف موحى القادري، عروضًا للقفطان المغربي، ورشات للحناء، وأنشطة أثرية بالتعاون مع المعهد الكاتالوني لعلم الإيكولوجيا القديمة.
وفي تصريحها، أكدت القنصل العامة للمملكة في تاراغونا، إكرام شاهين، أن المهرجان يُعد منصة بارزة للتعريف بمواهب ومهارات المبدعين والحرفيين المغاربة، كما يُمثل لحظة قوية للتبادل الثقافي والحوار الحضاري، في مدينة تنبض بالتنوع والانفتاح.