kawalisrif@hotmail.com

زحف بشري نحو إيبيريا :     أكثر من 25 ألف مغربي يستقرون في إسبانيا خلال مستهل 2025 !

زحف بشري نحو إيبيريا : أكثر من 25 ألف مغربي يستقرون في إسبانيا خلال مستهل 2025 !

في مشهد يعكس دينامية ديمغرافية متسارعة وتحولات سوسيولوجية عميقة، استقبلت إسبانيا خلال الربع الأول من عام 2025 موجة جديدة من الوافدين، تصدّر المغاربة صفوفها بـ25.900 شخص، ليؤكدوا مجددًا أن وجودهم في الساحة الإسبانية ليس طارئًا ولا عابرًا، بل هو جزء أصيل من التركيبة السكانية والاجتماعية والاقتصادية للبلاد. ورغم صعود الخطابات الشعبوية وتنامي موجات العنصرية ومعاداة الأجانب في بعض الأوساط السياسية والإعلامية، إلا أن الأرقام الرسمية تقلب هذه المعادلات رأسًا على عقب: فالمهاجرون، وليس الشعارات الرنانة، هم من يضمنون ديمومة الاقتصاد الوطني، ويغذّون سوق العمل، ويشكلون ركيزة أساسية في الحفاظ على نظام الحماية الاجتماعية من الانهيار.

بحسب المعهد الوطني للإحصاء الإسباني (INE)، ونقلاً عن موقع INFOBAE، ارتفع عدد الأجانب المقيمين في البلاد بـ95.363 فردًا خلال الأشهر الثلاثة الأولى من السنة الجارية، ليتجاوز إجماليهم 6.947.711 نسمة. وفي المقابل، تراجع عدد المواطنين الإسبان بـ19.498 شخصًا، ما يبرز بوضوح تحوّلًا ديمغرافيًا لافتًا في بنية المجتمع الإسباني. وتصدّرت الجنسيات الوافدة الكولومبية القائمة بـ39.800 مهاجر، تليها المغربية بـ25.900، ثم الفنزويلية بـ25.000 وافد، في حين لم تكن حركة الهجرة باتجاه واحد فقط، فقد غادر إسبانيا خلال الفترة نفسها 13.900 مغربي، و13.500 كولومبي، و10.300 إسباني، في مشهد يعكس تداخل المصالح والهويات والفرص.

المعادلة باتت واضحة: بينما يبحث الإسبان عن آفاق جديدة في الخارج، تواصل إسبانيا جذب آلاف المهاجرين الطامحين إلى بداية جديدة، وفي مقدمتهم المغاربة، الذين يشكلون واحدة من أقدم وأقوى الجاليات المقيمة في البلاد، ويواصلون ترسيخ وجودهم والمساهمة الفعلية في إعادة تشكيل وجه إسبانيا المعاصرة، من الضواحي الصناعية إلى قلب الحواضر الكبرى. وبين صخب السياسة وخطابات اليمين، تظل الحقائق السكانية والاقتصادية أقوى من كل جدل، لتؤكد من جديد: إسبانيا بلا مهاجرين… لا تُتصوّر.

11/05/2025

Related Posts