kawalisrif@hotmail.com

اختراق علمي عالمي يحمل توقيعًا مغربيًا: البروفيسور ميمون عزوز يتلقى الضوء الأخضر من FDA ويُرشَّح لجائزة TMM 2025

اختراق علمي عالمي يحمل توقيعًا مغربيًا: البروفيسور ميمون عزوز يتلقى الضوء الأخضر من FDA ويُرشَّح لجائزة TMM 2025

في لحظة استثنائية من تاريخ الابتكار الطبي، سطع نجم مغربي في سماء البحث العلمي العالمي، مع إعلان حصول البروفيسور ميمون عزوز، خبير علم الأعصاب والعلاج الجيني، على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) للشروع في تجربة علاجية فريدة تستهدف الأطفال المصابين بالشلل التشنجي الوراثي من النوع 47، وهو مرض نادر وخطير يهدد حياة المئات من الأطفال عبر العالم.

هذا الإنجاز المثير ترافق مع ترشيحه لنيل جائزة TMM 2025 المرموقة في فئة البحث العلمي، ليُكرّس بذلك مكانته كواحد من أبرز العقول المغربية التي تتربع على عرش الطب الجيني الحديث.

قبل أن يحطّ رحاله في إنجلترا، خاض ابن مدينة أزغنغان بإقليم الناظور مسارًا شاقًا اتسم بالمثابرة والتفاني، أهّله ليصبح من الرواد في تطوير العلاجات المبتكرة للأمراض الوراثية النادرة، محققًا تغييرات إيجابية في حياة العديد من المرضى. وقال الباحث المغربي، الذي حصل على أول شهادة عليا من جامعة محمد الخامس بالرباط، إن “المغامرة في عالم البحث العلمي المذهل انطلقت من حلم”، حلم قاده إلى فرنسا حيث نال درجة الدكتوراه في علم الأدوية العصبية، ثم إلى سويسرا فالمملكة المتحدة، في مسار علمي متميز حافل بالابتكار.

اليوم، يشغل عزوز منصب مدير مركز GTIMC للأبحاث بجامعة شيفيلد، أحد أكبر المراكز الطبية في بريطانيا، والذي يُعدّ منصة متقدمة لتطوير وتصنيع العلاجات الجينية. ويُعرف المركز، الذي أسهم عزوز في إنشائه من خلال مزيج من التمويلات العامة والخاصة والخيرية، بريادته في التصدي لأمراض معقدة مثل باركنسون، الخرف، مرض العصبون الحركي، والأمراض الوراثية. ويشمل المشروع منشأة تصنيع بمعايير دولية، ما يتيح نقل الأبحاث من المختبر إلى التجارب السريرية الفعلية.

ولا يكتفي عزوز بإدارته لهذا المركز، بل يقود أيضًا فرق البحث في معهد العلوم العصبية الانتقالية، حيث يشرف على برامج لاكتشاف العلاجات الجينية. وبمجرد جاهزية هذه البرامج للتطبيق السريري، تُنقل إلى مركز الابتكار لتصنيعها وفق المعايير التنظيمية.

وقد نال هذا العمل المتميز اعترافًا دوليًا، حيث حصل على أكثر من عشر جوائز علمية، من بينها جائزة ERC Advanced Investigator (2012) وجائزة ERC Proof-of-Concept (2017)، وهما من أرفع الجوائز العلمية الممنوحة من الاتحاد الأوروبي، ما يؤكد مكانة عزوز الرائدة في البحث الطبي الحيوي الأوروبي.

رغم انشغالاته المتعددة في بريطانيا، فإن البروفيسور عزوز لا يزال يحمل حلمًا كبيرًا لموطنه الأصلي المغرب. ويعمل حاليًا على تطوير تعاون أكاديمي مع زملائه في كلية الطب بالرباط، بهدف تكييف العلاجات الجينية لتلائم احتياجات المرضى المغاربة، وتأسيس مركز تميز وطني للعلاج الجيني. ويرى في هذا المشروع رافعة للتنمية والابتكار، قادرة على خلق فرص عمل، جذب الاستثمارات، ودعم تأسيس شركات ناشئة في مجال التكنولوجيا الحيوية، مثل شركتيه البريطانيتين BlackfinBio وCrucible Therapeutics.

إن موافقة الـFDA ليست فقط تتويجًا لأبحاثه الرصينة، بل هي أيضًا اعتراف دولي بكفاءة العقول المغربية حين تُمنح الفرصة لتسطع في فضاء الابتكار العالمي.
فهل يحمل عام 2025 تتويجًا مستحقًا لهذا العالِم الذي أعاد رسم حدود الممكن في عالم الطب؟

العالم يترقب… والمغرب يفتخر.

12/05/2025

Related Posts