kawalisrif@hotmail.com

الرئيس الجزائري في زيارة “تاريخية” إلى سلوفينيا رغم مواقفها المعلنة بشأن الصحراء المغربية

الرئيس الجزائري في زيارة “تاريخية” إلى سلوفينيا رغم مواقفها المعلنة بشأن الصحراء المغربية

في أجواء احتفالية طغت عليها الرسميات المعتادة، غادر تبون رئيس الجمهورية الجزائرية ، اليوم مطار هواري بومدين الدولي متوجهًا إلى جمهورية سلوفينيا، في زيارة وصفتها وسائل الإعلام الوطنية بـ”التاريخية والمفصلية”، دون توضيح ما الذي يجعلها كذلك، خاصة في ظل المستجدات الأخيرة المتعلقة بموقف سلوفينيا من قضية الصحراء الغربية.

الزيارة، التي رافقها وفد حكومي وديبلوماسي رفيع، حظيت بتغطية إعلامية واسعة داخل الجزائر، مع التركيز على مراسم الاستقبال والسجاد الأحمر، دون التطرق إلى تصريحات سابقة صدرت عن وزيرة خارجية سلوفينيا، السيدة تانيا فايون، عبّرت فيها بشكل صريح عن دعم بلادها لمبادرة الحكم الذاتي المغربية، ووصفتها بأنها “أساس جدي وواقعي” لحل النزاع.

وكانت فايون قد أدلت بهذه التصريحات في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيرها المغربي ناصر بوريطة، بتاريخ 18 أبريل الماضي، أي أقل من شهر قبل زيارة الرئيس الجزائري، مؤكدة دعم بلادها لجهود المملكة المغربية وقرارات مجلس الأمن، بما في ذلك القرار 2756.

المفارقة أن هذه التصريحات لم تجد طريقها إلى النقاش العام أو الرسمي في الجزائر، لا قبيل الزيارة ولا أثناءها، ما أثار تساؤلات بين المتابعين حول جدوى هذا التحرك الدبلوماسي، ومدى انسجامه مع الخطاب الجزائري الدائم بشأن “ثوابت السياسة الخارجية” و”قضية الصحراء كمبدأ لا يُساوَم عليه”.

هذا ولم تُعلن الرئاسة الجزائرية حتى اللحظة عن مضمون الاتفاقيات أو نتائج المباحثات التي أُجريت، مكتفية بالإشارة إلى “تعزيز التعاون الثنائي” و”فتح آفاق جديدة في العلاقات بين البلدين”، وهي عبارات اعتاد الجزائريون سماعها بعد كل زيارة رسمية، بغضّ النظر عن وجهتها أو توقيتها.

وفي انتظار عودة الوفد إلى أرض الوطن، تبقى الأسئلة معلقة: هل كان توقيت الزيارة موفقًا؟ وهل تغليب الصورة على الموقف بات سمة المرحلة؟ أم أن الرسائل المبطّنة أهم من العناوين التي تتصدر نشرات الثامنة؟

12/05/2025

Related Posts