ندّدت نقابة ACAIP-UGT بالعرض اليومي المجاني داخل سجن مليلية، حيث تتساقط “كرات” سحرية من السماء، محشوة بما لذّ وطاب من مخدرات وهواتف نقالة… والسلطات؟ تتفرّج.
منذ أكثر من شهرين، لا يكاد يمر يوم دون أن تهبط هذه الطرود العجيبة على باحات السجن، بعضها يتعثر في الأسوار، وبعضها ينجح في الوصول إلى وجهته بأمان، وكأن السجن ساحة مفتوحة لـ”ألعاب الأولمبياد التهريبية”. الكرات تحتوي على كل شيء: حشيش؟ حاضر. كوكايين؟ ولا يهمك. حبوب؟ عندك. هواتف مغلّفة ضد الماء والصدمات؟ بالتأكيد، الجودة مهمة في عالم الجريمة!
أما إدارة السجن، فبحسب النقابة، تكتفي بدور المتفرج المذهول، تراقب الكرات تطير وتفكر ربما في إنشاء فريق “استقبال” لمساعدتها على الهبوط السلس.
الموظفون، الذين باتوا يشعرون بأنهم يعملون في ملعب وليس في مؤسسة إصلاحية، رصدوا في يوم واحد فقط ست محاولات تهريب، وكأننا أمام بطولة رسمية، كل محاولة أكثر إبداعًا من سابقتها. النقابة تحذّر: “ما لم يتم اتخاذ إجراء عاجل، الكارثة قادمة”، وكأننا ننتظر الجزء الثاني من الكارثة الأصلية.
السجناء، طبعًا، لم يتركوا هذه الخدمة المجانية تمر دون احتفال، فقد بدأت المواجهات والعنف بالتصاعد، ووصل الأمر إلى اعتداءات جسدية على الموظفين. أحد المعتدين؟ نزيل مصنّف من الدرجة الأولى نفسيًا، والمفترض ألا يكون في هذا السجن من الأساس… لكن من يهتم.
الوحدة المخصصة للعزل؟ وفقًا للنقابة، لا تصلح حتى لعزل الفئران، ورغم الشكاوى المتكررة، لا حياة لمن تنادي. وربما سيضطر الموظفون قريبًا إلى رفع دعاوى قانونية ضد الإدارة، أو على الأقل إرسال رسالة استغاثة عبر واحدة من تلك الكرات.
الطريف المبكي؟ السجن يقع وسط المدينة، ومحاط بالمنازل، مما يجعل “رمي الكرات” هواية شعبية جديدة لأهالي الحي. ولا ننسى وجود نخبة من محترفي المخدرات داخل الأجنحة، يعيشون جنبًا إلى جنب ويواصلون نشاطهم بكل حيوية.
أما عن “الجديد”، فالنقابة تذكّر أن أول طرد تم ضبطه كان في أكتوبر 2022، أي أن القصة بدأت منذ زمن، لكن يبدو أن السلطات اختارت النوم في العسل وترك الإدارة الحالية تُبدع في الفشل منذ 13 عامًا بلا انقطاع.
خلاصة القول؟ إذا كنت في مليلية ولديك طرد مشبوه، لا ترسله بالبريد… فقط ارمِه فوق سور السجن، وقد يصل في الوقت المناسب!
12/05/2025