كشفت بيانات صادرة عن وزارة الاقتصاد الإسبانية أن المغرب عزز بشكل لافت حضوره في سوق التوت الأزرق بإسبانيا، بعدما صدّر إليها خلال شهري يناير وفبراير نحو 7.180 طن، ما يمثل قرابة 22.7% من مجموع واردات إسبانيا من هذه الفاكهة خلال عام 2024. هذا المعطى يؤشر على تنامي الاعتماد الإسباني على المنتج المغربي، في وقت يشهد فيه الأخير طفرة إنتاجية مدعومة بظروف تصدير مثالية وموقع استراتيجي يمنحه أفضلية تنافسية خلال فترات الذروة.
ويعود هذا الأداء القوي إلى تموقع المغرب في نافذة زمنية حاسمة تمتد من نهاية موسم الإنتاج بأمريكا الجنوبية إلى انطلاقه في أوروبا، ما يمنحه فرصة لاحتكار السوق خلال تلك المرحلة. وتشير التقديرات إلى أن المغرب يصدر الجزء الأكبر من إنتاجه في شهري مارس وأبريل، مما ينبئ بارتفاع واردات إسبانيا بشكل أكبر في الأسابيع المقبلة، لا سيما وأن 69% من واردات التوت في بداية 2025 كانت مغربية المنشأ.
في المقابل، يتصاعد التوجس في الأوساط الزراعية بإقليم هويلفا الإسباني، الذي يشكل القلب النابض لإنتاج التوت محلياً، حيث عبّر مزارعون عن خشيتهم من خسارة مواقعهم التنافسية في ظل ما يعتبرونه غياباً لتكافؤ الفرص، نتيجة امتيازات يتمتع بها المنتج المغربي خارج إطار القيود الأوروبية الصارمة. هذا “الزحف المغربي”، المدعوم بتكاليف إنتاج منخفضة ونمو زراعي متسارع، يهدد بإعادة رسم خريطة السوق، ويضع صادرات إسبانيا التي حققت العام الماضي عائدات بـ555 مليون يورو أمام تحديات جدية.
13/05/2025