أثار اقتراح نائب حزب فوكس في مليلية، خافيير دييغو، بهدم مسجد المانتليت الكائن في قلب أسوار مليلية القديمة، موجة من الانتقادات والرفض، لا سيما بعد الرد الصريح من رئيس المدينة، خوان خوسيه إمبرودا، الذي وصف الفكرة بأنها “افتراض سياسي لا يستند إلى أي أساس واقعي”. وفي مؤتمر صحافي، اعتبر إمبرودا أن ما صرح به فوكس يعكس خطاب حزب معارض يفتقر إلى رؤية حقيقية للحكم، مشيراً إلى أن مثل هذه المقترحات لا تمثل أولوية حقيقية للمدينة وسكانها.
وأضاف إمبرودا أن هناك قضايا أكثر إلحاحاً تستحق النقاش والعمل عليها، مثل التشغيل والسكن وتحسين الخدمات العمومية، مشدداً على أن الحكومة المحلية يجب أن تركز على هذه الملفات بدلاً من الدخول في سجالات رمزية تمس الموروث الديني والثقافي. وبلغة تحمل شيئاً من السخرية، تساءل رئيس المدينة عن الغرض من هذا الطرح المثير للجدل، ملمحاً إلى كونه مجرد محاولة لجذب الانتباه انتخابياً لا أكثر.
يُذكر أن مسجد المانتليت يُعد رمزاً للتعايش الديني في مليلية، حيث يستخدمه مسلمو المدينة منذ سنوات دون إثارة خلافات تُذكر بشأن موقعه ضمن الأسوار التاريخية. غير أن تصريح فوكس، القائل بضرورة نقله بدعوى حماية التراث العمراني، فتح الباب أمام نقاشات حادة حول العلاقة بين حفظ التراث واحترام التعدد الديني. وقد عبرت منظمات مدنية ودينية عن استيائها من المقترح، مؤكدين أن المسجد يشكل جزءاً من النسيج الثقافي والروحي للمدينة، داعين إلى الحفاظ على قيم الانفتاح والاحترام المتبادل بين مكونات المجتمع المحلي.
13/05/2025