kawalisrif@hotmail.com

وفد إسباني رفيع يحلّ بمليلية في زيارة تاريخية ستقوده إلى بني أنصار والدريوش تخليدًا للذكرى الرابعة بعد المائة لمعركة أنوال

وفد إسباني رفيع يحلّ بمليلية في زيارة تاريخية ستقوده إلى بني أنصار والدريوش تخليدًا للذكرى الرابعة بعد المائة لمعركة أنوال

في إطار تخليد الذكرى الرابعة بعد المئة لمعركة أنوال المجيدة، تستعد مدينة مليلية المحتلة، يوم الجمعة المقبل، لاستقبال وفد إسباني رفيع المستوى يضم حوالي 70 شخصية بارزة من نخبة الأكاديميين والفعاليات المدنية بإسبانيا، في زيارة تاريخية تحمل أبعادًا ثقافية وتاريخية وإنسانية عميقة.

وسيحظى الوفد باستقبال رسمي تشرف عليه مندوبة الحكومة الإسبانية، صابرينا موح، إيذانًا بانطلاق برنامج حافل بالزيارات الميدانية، يبدأ من جماعة بني انصار بالناظور، بلقاء رئيس الجماعة، مرورًا بزيارة مزار الولي اليهودي سيدي يوسف “سعديا عداتي” بمنطقة ترقاع، وهو معلم روحي وتاريخي تتقاطع فيه الرمزية الإسلامية واليهودية.

وتتواصل الزيارة بمحطة ذات رمزية كبرى، حيث سينتقل الوفد إلى جماعة تاليليت، موقع معركة أنوال الخالدة، للقيام بجولة استكشافية في المكان الذي ألهب حماس العالم ببسالة المجاهدين، والوقوف عند النصب التذكاري الذي يخلد واحدة من أشرس المعارك في تاريخ المقاومة المغربية ضد الاستعمار. بعد ذلك، سيتوجه الوفد إلى مدينة الدريوش لزيارة متحف لوكيلي لحفظ الذاكرة، وهي مؤسسة رائدة تُعنى بتوثيق الذاكرة المشتركة والتاريخ المحلي للمنطقة.

وتكتسي هذه المبادرة أهمية خاصة، إذ تشكل فرصة استراتيجية للترويج لمؤهلات الجهة الشرقية، خاصة في مجالي السياحة الثقافية والروحية، إلى جانب تثمين الرصيد التاريخي المشترك، وتقديم نموذج راقٍ للحوار الثقافي والتبادل الحضاري بين الشعوب.

ومن المرتقب توثيق هذه الزيارة ضمن مادة سمعية بصرية عالية الجودة، ستُعتمد لتعزيز الفيديو الترويجي للسياحة بالمنطقة، في أفق جذب فئات جديدة من الزوار والمستثمرين الباحثين عن الأصالة والتنوع.

وتواصل السلطات المحلية بإقليم الناظور، بمعية المصالح الخارجية، تعبئتها لضمان نجاح هذه المحطة النوعية، في انسجام تام مع الرؤية التنموية التي تروم جعل الجهة الشرقية قطبًا واعدًا للثقافة والسياحة المستدامة، ومجالًا خصبًا لإحياء الذاكرة وتكريس الاعتراف المتبادل بالتاريخ المشترك.

وتجدر الإشارة إلى أن معركة أنوال، بما تحمله من رمزية وطنية كبرى، استقطبت خلال السنوات الأخيرة اهتمام عدد من الباحثين والوفود الأجنبية التي اختارت زيارة موقعها في إطار بعثات علمية وثقافية. غير أن النصب التذكاري المخلّد لهذه الملحمة البطولية لا يزال يعاني الإهمال والتهميش والتخريب، في ظل غياب تام لأي صيانة أو تثمين من لدن الجماعة الترابية المعنية، ما أثار استياءً عارمًا في أوساط الفعاليات الوطنية والدولية التي ترى في هذا الوضع إساءة لذاكرة المغاربة الجماعية.

ويبقى السؤال معلقًا: هل تتحرك سلطات إقليم الدريوش، في ظل تواجد عامل جديد على رأس الإقليم، لتحقيق انتظارات الساكنة وتفعيل رافعات التنمية الثقافية والتاريخية؟ أم سيظل هذا الإرث الوطني الثمين رهين الإهمال، رغم كل الزيارات الرمزية والدعوات المتكررة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه؟

 

13/05/2025

Related Posts