ظهرت وثيقة موقعة من عدد من قيادات جبهة البوليساريو الانفصالية، كشفت عمق الانقسامات داخل الجبهة وشخصت الوضع المتأزم في مخيمات تندوف، معتبرة أن المشروع الانفصالي بلغ مرحلة الانسداد. الوثيقة دعت إلى خطوات استباقية وجريئة لمواجهة ما وصفته بـ”الوضع الخطير”، كما طالبت بعقد مؤتمر استثنائي قبل نهاية سنة 2025 لمراجعة مسار الجبهة وتجاوز حالة الجمود الحالية.
الوثيقة التي وقعها عدد من كوادر الجبهة، من بينهم “سفراء” و”ممثلون” في الخارج، اعتُبرت من قبل متابعين محاولة للتمرد على الوصاية الجزائرية، وتعبيراً عن فشل القيادة الحالية في تدبير الملف. وأكد عبد الفتاح الفاتحي، مدير مركز الصحراء وإفريقيا للدراسات الاستراتيجية، أن هناك توجهاً ناشئاً داخل الجبهة يسعى إلى الانفلات من قبضة الجزائر، في ظل الزخم الدبلوماسي المتزايد الذي يشهده ملف الصحراء المغربية.
من جهته، اعتبر محمد سالم عبد الفتاح، رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان، أن الوثيقة تعبّر عن سخط عام ناتج عن الإخفاقات المتكررة للجبهة، سواء على الصعيد السياسي أو الاجتماعي داخل المخيمات. كما أشار إلى أن العريضة تعكس تململاً متزايداً في صفوف المحتجزين، بسبب استمرار الخطاب الانفصالي المتجاوز، وغياب التغيير والتعددية السياسية، وتفشي الفساد داخل هياكل الجبهة.
13/05/2025