في واقعة تكشف مجددًا عن حجم الاستهتار بصحة المواطنين، ضبطت مصالح الأمن بمدينة الحسيمة كمية “مهمة” من اللحوم الفاسدة كانت على وشك أن تجد طريقها إلى بطون المستهلكين، في مشهد يثير الاشمئزاز أكثر مما يثير الدهشة .
المثير أكثر، أن هذه اللحوم لم تكن في طريقها إلى مجازر سرية أو أسواق عشوائية، بل إلى محل رسمي يمتلكه جزار معروف بمدينة إمزورن. نعم، محل شرعي، وسط المدينة، بشهادة “القانون” !
اللحوم، التي تم العثور عليها مدفونة داخل صندوق حفظ أمتعة حافلة قادمة من طنجة، كانت معبأة في برميلين بشكل يفتقر لأدنى شروط السلامة.
الأسئلة تتكاثر: من يراقب هؤلاء الجزارين؟ من يضمن أن هذه الحالة ليست سوى الشجرة التي تخفي غابة كاملة من التواطؤ والصمت المريب؟ وهل سيكون مصير هذا التاجر كغيره: توقيف مؤقت، ثم إطلاق سراح بهدوء، لتستمر الكارثة في الخفاء؟
التحقيق جارٍ، لكن الحقيقة الأعمق التي لا تحتاج إلى مختبر، هي أن صحة المواطن في المغرب لا تزال رهينة لجشع عديمي الضمير… وحماية غائبة في اللحظة التي يجب أن تكون حاضرة.
14/05/2025